واستأذنه في الجلوس، فأذن له وجلس ووقف الناس حوله، فبينا نحن كذلك إذ أتاه شاب حسن الوجه نظيف الكسوة على بغلة شهباء على سرج ببرذون أبيض قد نزل عنه فسأله ان يركب فركب حتى أتى الدار ونزل.
وخرج في تلك العشية الى الناس ما كان يخرم عن أبي الحسن حتى لم يفقدوا منه الّا الشخص.
وتكلمت الشيعة في شق ثيابه، وقال بعضهم أرأيتم أحداً من الأئمة شق ثوبه في مثل هذه الحال؟ فوقع اليّ: من قال ذلك يا أحمق؟ ما يدريك ما هذا، قد شق موسى على هارون» «1».
وقال: «كانت وفاة أبي الحسن علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر ابن محمّد في خلافة المعتز باللَّه، وذلك في يوم الاثنين لأربع بقين من جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين ومائتين، وهو ابن أربعين سنة وقيل: ابن اثنتين وأربعين سنة، وقيل: أكثر من ذلك، وسمع في جنازته جارية تقول: ماذا لقينا في يوم الاثنين قديماً وحديثاً؟ وصلى عليه أحمد بن المتوكل على اللَّه، في شارع أبي أحمد، وفي داره بسامرا ودفن هناك» «2».
قال ياقوت: «بسامراء قبر الإمام علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر وابنه الحسن بن علي العسكريين، وبها غاب المنتظر في زعم الشيعة الإمامية وبها من قبور الخلفاء: قبر الواثق، قبر المتوكل، وابنه المنتصر، وأخيه المعتز والمهتدي، والمعتمد بن المتوكل» «3».