اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ» «1».
قال الهيتمي: «ولما دخل نيسابور كما في تاريخها وشقّ سوقها وعليه مظلة لا يرى من ورائها، تعرض له الحافظان أبو زرعة الرازي ومحمّد بن أسلم الطوسي ومعهما من طلبة العلم والحديث ما لا يحصى، فتضرعا اليه أن يريهم وجهه ويروي لهم حديثاً عن آبائه، فاستوقف البغلة وأمر غلمانه بكف المظلمة وأقرّ عيون تلك الخلائق برؤية طلعته المباركة، فكانت له ذؤابتان مدليتان على عاتقه والناس بين صارخ وباك ومتمرغ في التراب ومقبّل لحافر بغلته، فصاحت العلماء: معاشر الناس أنصتوا فأنصتوا، واستملى منه الحافظان المذكوران، فقال: حدثني أبي موسى الكاظم، عن أبيه جعفر الصادق، عن أبيه محمّد الباقر، عن أبيه زين العابدين، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنهم قال:
حدثني حبيبي وقرة عيني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال: حدثني جبريل قال: سمعت رب العزة يقول: لا اله الّا اللَّه حصني فمن قالها دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي. ثم أرخى الستر وسار، فعدّ أهل المحابر والدوى الذين كانوا يكتبون فأنافوا على عشرين ألفاً» «2».
قال ابن الصباغ المالكي: «قال المولى السعيد امام الدنيا محمّد بن أبي سعيد ابن عبد الكريم الوزان في محرم سنة ست وتسعين وخمسمائة، قال: أورد صاحب كتاب تاريخ نيشابور في كتابه أن علي بن موسى الرضا لما دخل الى نيشابور في السفرة التي خص فيها بفضيلة الشهادة كان في قبة مستورة بالسقلاط على بغلة شهباء، وقد شق نيشابور فعرض له الإمامان الحافظان للأحاديث النبوية