عليه السّلام وقد أشرف على حيطان طوس، وسمعت واعية فاتبعتها فإذا نحن بجنازة، فلما بصرت بها رأيت سيدي وقد ثنى رجله عن فرسه، ثم أقبل نحو الجنازة فرفعها، ثم أقبل يلوذ بها كما تلوذ السخلة بأمها، ثم أقبل عليّ وقال: يا موسى بن سيّار، من شيع جنازة ولي من أوليائنا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه لا ذنب عليه، حتى إذا وضع الرجل على شفير قبره رأيت سيدي قد أقبل فأخرج الناس عن الجنازة حتى بدا له الميت فوضع يده على صدره، ثم قال: يا فلان بن فلان أبشر بالجنة فلا خوف عليك بعد هذه الساعة، فقلت: جعلت فداك هل تعرف الرجل؟ فواللَّه انها بقعة لم تطأها قبل يومك هذا، فقال لي: يا موسى بن سيّار أما علمت أنا معاشر الأئمة تعرض علينا أعمال شيعتنا صباحاً ومساءً، فما كان من التقصير في أعمالهم سألنا اللَّه تعالى الصفح لصاحبه، وما كان من العلو سألنا اللَّه الشكر لصاحبه» «1».
في دار حميد بن قحطبة:
روى الصدوق «أن الرضا عليه السّلام دخل دار حميد بن قحطبة الطائي ودخل القبة التي فيها قبر هارون الرشيد، ثم خطّ بيده الى جانبه، ثم قال: هذه تربتي وفيها أدفن وسيجعل اللَّه هذا المكان مختلف شيعتي وأهل محبتي واللَّه ما يزورني منهم زائر ولا يسلّم عليّ منهم مسلّم الّا وجب له غفران اللَّه ورحمته بشفاعتنا أهل البيت، ثم استقبل القبلة، فصلى ركعات ودعا بدعوات، فلما فرغ سجد سجدة طال مكثه فيها فأحصيت له فيها خمسمائة تسبيحة ثم انصرف» «2».
وروى باسناده عن ياسر الخادم قال: «لما نزل أبو الحسن علي بن موسى