قادتنا كيف نعرفهم - آية الله العظمى السيد محمد هادي الحسيني الميلاني - ج ٤ - الصفحة ٢٤٩
فصار ذلك سنّة، فيقال: گرمابه رضا، وآب رضا، وحوض كاهلان، ومعنى ذلك أن رجلًا وضع همياناً على طاقه واغتسل منه وقصد الى مكة ناسياً، فلمّا انصرف من الحج أتى الحوض فرآه للغسل مشدوداً فسأل الناس عن ذلك فقالوا: قد آوى فيه ثعبان ونام على طاقه ففتحه الرجل ودخل في الحوض وأخرج هميانه وهو يقول: هذا من معجز الإمام، فنظر بعضهم الى بعض وقالوا: أي كاهلان لئلا يأخذوها، فسمي الحوض بذلك كاهلان وسميت المحلة فوز لأنه فتح أولًا فصحفوها وقالوا فوزا، وروي أنه أتته ظبية فلاذت فيه، قال ابن حمّاد:
الذي لاذ به الظبيه والقوم جلوس
من أبوه المرتضى يزكو ويعلو ويروس» «١»

قال الشبلنجي: «دخل على علي بن موسى بنيسابور قوم من الصوفية فقالوا: ان أميرالمؤمنين المأمون نظر فيما ولاه اللَّه تعالى من الأمور ثم نظر فرآكم أهل البيت أولى من قام بأمر الناس، ثم نظر في أهل البيت فرآك أولى الناس بالناس من كل واحد منهم، فردّ هذا الأمر اليك والناس تحتاج الى من يأكل الخشن ويلبس الخشن ويركب الحمار ويعود المريض ويشيع الجنائز، قال: وكان علي الرضا متكئاً فاستوى جالساً، ثم قال: كان يوسف بن يعقوب نبياً فلبس أقبية الديباج المزررة بالذهب والقباطي المنسوجة بالذهب، وجلس على متكآت آل فرعون وحكم وأمر ونهى، يراد من الإمام القسط والعدل إذا قال صدق وإذا حكم عدل، وإذا وعد أنجز، ان اللَّه لم يحرّم ملبوساً ولا مطعوماً وتلا قوله تعالى «٢» «قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ

(1) مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 348.
(2) نور الأبصار ص 182.
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»
الفهرست