في محلّة يقال الفرويني فيها حمام، وهو الحمام المعروف [اليوم ] بحمام الرضا عليه السّلام وكانت هناك عين قد قلّ ماؤها، فأقام عليها من أخرج ماءها حتّى توفر وكثر، واتخذ من خارج الدرب حوضاً ينزل اليه بالمراقي الى هذه العين، فدخله الرضا عليه السّلام واغتسل فيه، ثم خرج منه وصلى على ظهره، والناس يتناوبون ذلك الحوض ويغتسلون فيه ويشربون منه التماساً للبركة ويصلّون على ظهره ويدعون اللَّه عزّوجل في حوائجهم فتقضى لهم، وهي العين المعروفة بعين كهلان يقصدها الناس الى يومنا هذا» «1».
روى ابن شهر آشوب عن الحاكم أبي عبد اللَّه الحافظ: «لما دخل الرضا عليه السّلام نيسابور ونزل محلة فوز ناحية يعرفها الناس بالاسناد، في دار تعرف بدار پسنديده، وانما سمّيت پسنديده لأن الرضا عليه السّلام ارتضاه من بين الناس، فلما نزلها زرع في جانب من جوانب الدار لوزة فنبتت وصارت شجرة فأثمرت في كل سنة، وكان أصحاب العلل يستشفون بلوز هذه الشجرة، وعوفي أعمى وصاحب قولنج وغير ذلك، فمضت الأيام على ذلك ويبست فجاء حمدان وقطع أغصانها. ثم جاء ابن لحمدان يقال له أبو عمرو فقطع تلك الشجرة من وجه الأرض فذهب ماله كله، وكان له ابنان، يقال لأحدهما أبو القاسم، والآخر أبو صادق فأرادا عمارة تلك الدار وانفقا عليها عشرين ألف درهم، فقلعا الباقي من أصل تلك الشجرة فماتا في مدة سنة» «2».
وروى مسنداً أنه: «لما نزل الرضا في نيسابور بمحلة فوزا أمر ببناء حمام، وحفر قناة وصنعة حوض فوقه مصلّى، فاغتسل من الحوض وصلّى في المسجد