وقال ياسر: «لما ولي الرضا العهد سمعته وقد رفع يده الى السماء وقال: اللهم انك تعلم أني مكره مضطرٌ فلا تؤاخذني كما لم تؤاخذ عبدك ونبيك يوسف حين وقع الى ولاية المصر» «١».
قال الصدوق: «روى بعض أصحابنا عن الرضا عليه السّلام أنه قال له رجل: أصلحك اللَّه كيف صرت الى ما صرت اليه من المامون؟ وكأنه أنكر ذلك عليه، فقال له أبو الحسن الرضا عليه السّلام: يا هذا أيهما أفضل: النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أو الوصي، فقال: لا بل النبي، قال: فأيهما أفضل: مسلم أو مشرك؟ قال: لا بل مسلم قال: فان العزيز عزيز مصر كان مشركاً وكان يوسف عليه السّلام نبياً، وان المأمون مسلم وأنا وصي، ويوسف سأل العزيز أن يوليه حين قال «اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ» «2» وأنا اجبرت على ذلك» «3».
البيعة للرضا بولاية العهد:
«وجه المأمون الى الفضل بن سهل فأعلمه أنه يريد العقد له وأمره بالاجتماع مع أخيه الحسن بن سهل على ذلك. ففعل واجتمعا بحضرته، فجعل الحسن يعظم ذلك عليه. ويعرفه ما في إخراج الأمر من أهله عليه. فقال له: اني عاهدت اللَّه أن أخرجها الى أفضل آل أبي طالب ان ظفرت بالمخلوع، وما أعلم أحداً أفضل من هذا الرجل فاجتمعا معه على ما أراد، فأرسلهما الى علي بن موسى فعرضا ذلك عليه فأبى، فلم يزالا به وهو يأبى ذلك ويمتنع منه، إلى أن قال له أحدهما: ان فعلت