فقلنا: لا، فقال: تزعم أن رجلًا اصطاد خشفاً لها وتسألني أن أكلمه ليرده عليها، ثم قام وقمنا معه حتى جاء إلى باب الرجل فخرج اليه والظبية معنا، فقال له: ان هذه الظبية زعمت كذا كذا وأنا أسألك أن ترده عليها، فدخل الرجل مسرعاً وأخرج اليه الخشف وسيّبه، فمضت الظبية ومعها خشفها وهي تحرك ذنبها، فقال: أتدرون ما تقول؟ قلنا: لا، قال: تقول: رد اللَّه عليكم كل حق غصبتم عليه وكل غائب وكل سبب ترجونه، وغفر لعلي بن الحسين كما رد علي ولدي» «1».
قال أبو جعفر عليه السّلام: «دخلت حبابة الوالبية ذات يوم على علي بن الحسين وهي تبكي، فقال لها: ما يبكيك؟ فقالت: جعلني اللَّه فداك يا ابن رسول اللَّه، ان أهل الكوفة يقولون: لو كان علي بن الحسين إمام حق- كما تقولين- لدعا اللَّه أن يذهب هذا الذي بوجهك، فقال لها: أدني مني يا حبابة، فدنت منه فمسح يده على وجهها ثلاث مرات، وتكلم بكلام خفي، ثم قال: قومي يا حبابة وادخلي الى النساء وسليهن أو انظري في المرآة، هل ترين بوجهك شيئاً؟ قالت: فدخلت ونظرت في المرآة فكأن لم يكن بوجهي شي ء مما كان، وكان بوجهها برص» «2».
قال أبو بصير: «سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول: كان أبو خالد الكابلي يخدم محمّد بن الحنفية دهراً وما كان يشك في أنه إمام، حتى أتاه ذات يوم فقال له:
جعلت فداك ان لي حرمة ومودة وانقطاعاً، فاسألك بحرمة رسول اللَّه وأمير المؤمنين الّا أخبرتني أنت الإمام الذي فرض اللَّه طاعته على خلقه؟ قال: فقال: يا أبا خالد حلفتني بالعظيم، الإمام علي بن الحسين علي وعليك وعلى كل مسلم، فأقبل أبو خالد لما أن سمع ما قاله محمّد بن الحنفية وجاء إلى علي بن الحسين عليه