فهم في بطون الأرض بعد ظهورها | محاسنها فيها بوالي دواثر | |
خلت دورهم منهم وأقوت عراصهم | وساقتهم نحو المنايا المقادر | |
وخلوا عن الدنيا وما جمعوا لها | وضمتهم تحت التراب الحفائر «١» |
قال ابن حجر: «زين العابدين هذا هو الذي خلف أباه علماً وزهداً وعبادةً وكان إذا توضأ للصلاة اصفر لونه، فقيل له في ذلك، فقال: ألا تدرون بين يدي من أقف؟ وحكي أنه كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة» «2».
قال محمّد بن طلحة الشافعي: «علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام هذا زين العابدين، وقدوة الزاهدين، وسيد المتقين، وإمام المؤمنين شيمتُهُ تشهد له أنه من سلالة رسول اللَّه، وسمته يثبت مقام قربه من اللَّه زلفاً، وثفناته تسجل بكثرة صلاته وتهجده واعراضه عن متاع الدنيا ينطق بزهده فيها، درت له اخلاف التقوى فتفوقها، وأشرقت لديه أنوار التأييد فاهتدى بها، والفته أبراد العبادة فآنس بصحبتها، و حالفته وظايف الطاعة فتحلى بحليتها، طالما اتخذ الليل مطيّة ركبها لقطع مفازة الساهرة، وظمأ الهواجر دليلًا استرشد به في مغارة المسافر، وله من الخوارق والكرامات ما شوهد بالأعين الباصرة وثبت بالآثار المتواترة، وشهد له أنه من ملوك الآخرة» «3».