الزهري: فقدمت بعد ذلك على عبد الملك بن مروان فسألني عن علي بن الحسين فأخبرته فقال لي: انه قد جاءني يوم فقده الأعوان فدخل علي فقال: ما أنا وأنت؟
فقلت: أقم عندي، فقال: لا أحب، ثم خرج فواللَّه قد امتلأ ثوبي منه خيفة. قال الزهري: فقلت: يا أمير المؤمنين ليس علي بن الحسين حيث تظن، انه مشغول بنفسه، فقال: حبذا شغل مثله فنعم ما شغل به. قال: وكان الزهري إذا ذكر علي بن الحسين يبكي ويقول: زين العابدين» «1».
قال إبراهيم بن الأسود التيمي: «رأيت علي بن الحسين وقد أتي بطفل مكفوف فمسح عينيه فاستوى بصره وبأبكم فكلمه فأجابه وتكلم، وبمقعد فمسح عليه فسعى ومشى» «2».
قال أبو النمير علي بن يزيد: «كنت مع علي بن الحسين عندما انصرف من الشام الى المدينة، فكنت أحسن الى نسائه، أتوارى عنهم إذا نزلوا وأبعد عنهم إذا رحلوا، فلما نزلوا المدينة بعثوا إلي بشي ء من الحليّ فلم آخذه، وقلت: فعلت هذا للَّه ولرسوله، فأخذ علي بن الحسين حجراً أسود صماً فطبعه بخاتمه وقال: خذه واقض كل حاجة لك منه. فواللَّه الذي بعث محمّداً بالحق لقد كنت أجعله في البيت المظلم فيسرج لي، وأضعه على الأقفال فتفتح لي، وآخذه بيدي وأقف بين أيدي الملوك فلا ارى الّا ما أحب» «3».
قال حمران بن أعين: «كنت عند علي بن الحسين ومعي جماعة من أصحابه، فجاءت ظبية فبصبصت وضربت بذنبها، فقال: هل تدرون ما تقول هذه الظبية؟