فقلت: أنا طاووس يا ابن رسول اللَّه ما هذا الجزع والفزع؟ ونحن يلزمنا أن نفعل مثل هذا ونحن عاصون جافون! أبوك الحسين بن علي وامك فاطمة الزهراء وجدك رسول اللَّه قال: فالتفت الي وقال: هيهات هيهات يا طاووس دع عني حديث أبي وامي وجدي، خلق اللَّه الجنة لمن أطاعه وأحسن ولو كان [عبداً] حبشياً وخلق النار لمن عصاه ولو كان قرشياً، أما سمعت قوله تعالى «فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ» «١» واللَّه لا ينفعك غداً الّا تقدمة تقدمها من عمل صالح» «٢».
قال الأصمعي: «كنت أطوف حول الكعبة ليلًا فإذا شاب ظريف الشمائل وعليه ذؤابتان وهو متعلق بأستار الكعبة وهو يقول: نامت العيون، وعلت النجوم وأنت الحي القيّوم، غلقت الملوك أبوابها وأقامت عليها حراسها وبابك مفتوح للسائلين، جئتك لتنظر اليّ برحمتك يا أرحم الراحمين ثم أنشأ يقول:
يا من يجيب دعا المضطر في الظلم | يا كاشف الضر والبلوى مع السقم | |
قد نام وفدك حول البيت قاطبة | وأنت وحدك يا قيّوم لم تنم | |
أدعوك رب دعاء قد أمرت به | فارحم بكائي بحق البيت والحرم | |
ان كان عفوك لا يرجوه ذو سرف | فمن يجود على العاصين بالنعم |
قال: فاقتفيته فإذا هو زين العابدين» «3».