يدينون اللَّه بما أمرهم به في كتابه، وجاءهم به البرهان من سنة نبيه، عاملون بما يأمرهم به أولوا الأمر منهم، متواصلون غير متقاطعين متحابون غير متباغضين، ان الملائكة لتصلي عليهم وتؤمّن على دعائهم وتستغفر للمذنب منهم، وتشهد حضرته وتستوحش لفقده الى يوم القيامة» «١».
قال القميّ: نزلت في أميرالمؤمنين وأبي ذر، وسلمان والمقداد «٢».
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ» «٣».
روى المحدث البحراني عن الحافظ ابن مردويه بسنده عن محمّد بن علي الباقر عليه السّلام أنه قال: «قوله تعالى: «اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ» نزلت في ولاية علي بن أبي طالب» «4».
قال شرف الدين: ومعناه أنه سبحانه أمر الذين آمنوا أن يستجيبوا للَّه وللرسول: اي يجيبوا للَّه وللرسول فيما يأمرهم به والاجابة الطاعة، إذا دعاكم يعني الرسول صلّى اللَّه عليه وآله لما يحييكم وهي ولاية أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه، وانّما سماها حياة مجازاً لتسمية الشي ء بعاقبته وهي الجنة وما فيها من الحياة الدائمة والنعيم المقيم، وقيل: حياة القلب بالولاية بعد موته في الكفر، لأن الولاية هي الايمان، فاستمسك بها تكون من أهل المتمسكين بحبلها وبحبله ليؤتيك اللَّه سوابغ انعامه وفضله ويحشرك مع محمّد وعلي والطيبين من ولده ونجله صلّى اللَّه عليهم «5».