فأخذ المصحف بشماله فقطعت شماله، فاحتضن المصحف بصدره فضرب عليه حتى قتل رحمه اللَّه» «1».
وقال: «وجال الأشتر بين الصفين وقتل من شجعان أهل الجمل جماعة واحداً بعد واحد مبارزة، كذلك عمّار بن ياسر ومحمّد بن أبي بكر، واشتبكت الحرب بين العسكرين واقتتلوا قتالًا شديداً لم يسمع مثله، وقطعت على خطام الجمل ثماني وتسعون يداً، وصار الهودج كأنه القنفذ بما فيه من النبل والسهام واحمرت الأرض بالدماء وعقر الجمل من ورائه فعج ورغى فقال علي عليه السّلام عرقبوه فانه شيطان ثم التفت الى محمّد بن أبي بكر وقال له: انظر إذا عرقب الجمل فادرك أختك فوارها وقد عرقب الجمل فوقع بجنبه وضرب بجرانه الأرض ورغا رغاءً شديداً، وبادر عمار بن ياسر فقطع أنساع الهودج بسيفه، فاقبل علي عليه السّلام على بغلة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فطعن الهودج برمحه ثم قال: يا عائشة أهكذا أمرك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم؟ فقالت عائشة: يا أبا الحسن قد ظفرت فأحسن وملكت فاصفح. وقال علي عليه السّلام لمحمّد بن أبي بكر: شأنك باختك فلا يدنو أحد منها سواك، فأدخل محمّد يده الى عائشة فاحتضنها ثم قال: اصابك شي ء قالت لا ولكن من أنت ويحك فقد مسست مني ما لا يحل لك فقال محمّد: اسكتي فانا محمّد أخوك، فعلت بنفسك ما فعلت وعصيت ربك وهتكت سترك وابحت حرمتك وتعرضت للقتل. ثم ادخلها البصرة وانزلها في دار عبداللَّه بن خلف الخزاعي» «2».
قال المسعودي: «وخرج علي بنفسه حاسراً على بغلة رسول اللَّه صلّى اللَّه