رسول اللَّه، قالوا ما اقدمك علينا؟ قال: أمرني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ان اعرض عليكم الاسلام فان تدخلوا فيما دخل فيه المسلمون لكم ما لهم وعليكم ما عليهم والّا فالحرب بيننا وبينكم، قالوا له: اما واللات والعزى لولا رحم بيننا وقرابة قريبة لقتلناك وجميع اصحابك قتلة تكون حديثاً لمن يكون بعدكم، فارجع أنت ومن معك واربحوا العافيثة، فانا انما نريد صاحبكم بعينه وأخاه علي بن أبي طالب عليه السّلام.
فقال فلان لاصحابه: يا قوم، القوم أكثر منكم اضعافاً وأعد منكم وقد ناءت داركم عن اخوانكم من المسلمين فارجعوا نعلم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بحال القوم، فقالوا له جميعاً: خالفت يا فلان قول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بحال القوم، فقالوا له جميعاً: خالفت يا فلان قول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وما امرك به، فاتق اللَّه وواقع القوم ولا تخالف رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. فقال اني أعلم ما لا تعلمون الشاهد يرى ما لا يرى الغائب فانصرف وانصرف الناس اجمعون، فأخبر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بمقالة القوم وما رد عليهم فلان فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يا فلان:
خالفت امري ولم تفعل ما امرتك وكنت لي واللَّه عاصياً فيما امرتك! فقام النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وصعد المنبر فحمد اللَّه واثنى عليه ثم قال: يا معشر المسلمين اني امرت فلاناً ان يسير إلى أهل وادي اليابس وان يعرض عليهم الاسلام ويدعوهم الى اللَّه، فان اجابوه والّا واقعهم. وانه سار اليهم وخرج اليه منهم مائتا رجل فإذا سمع كلامهم وما استقبلوه به انتفخ صدره ودخله الرعب منهم وترك قولي ولم يطع امري، وان جبرئيل امرني عن اللَّه ان ابعث اليهم فلاناً مكانه في اصحابه في أربعة آلاف فارس فسر يا فلان على اسم اللَّه، ولا تعمل كما عمل اخوك