اطعن احياناً وحيناً أضرب | اذ الليوث اقبلت تلهب |
قال: فاختلف هو وعلي ضربتين، فضربه على هامته حتى عضّ السيف منها بأضراسه، وسمع أهل العسكر صوت ضربته قال: وما تتام آخر الناس مع علي حتى فتح خيبر له ولهم» «١».
وأخرج أحمد بإسناده عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يوم خيبر: لأدفعن الراية إلى رجل يحب اللَّه ورسوله يفتح اللَّه عليه، قال:
فقال عمر: فما أحببت الامارة قبل يومئذ، فتطاولت لها واستشرفت رجاء أن يدفعها إليّ، فلما كان الغد دعا علياً فدفعها اليه فقال: قاتل ولا تلتفت حتى يفتح عليك فسار قريباً ثم نادى يا رسول اللَّه، علام أقاتل؟ قال: حتى يشهدوا ان لا اله الّا اللَّه وان محمّداً رسول اللَّه، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منّي دمائهم واموالهم الّا بحقها وحسابهم على اللَّه عزّوجلّ» «٢».
وباسناده عن سلمة «ان النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أرسلني إلى علي فقال: لأعطينّ الراية اليوم رجلًا يحب اللَّه ورسوله أو يحبه اللَّه ورسوله، قال:
فجئت به اقوده ارمد فبصق نبي اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في عينيه ثم اعطاه الراية فخرج مرحب يخطر بسيفه، فقال:
قد علمت خيبر أنّي مرحب | شاكي السّلاح بطل مجرّب | |
إذا الحروب أقبلت تلهّب |
فقال عليّ بن أبي طالب كرّم اللَّه وجهه:
أنا الذي سمتني امي حيدرة | كليث غابات كريه المنظرة | |
أوفيهم بالصاع كيل السندرة |
ففلق رأس مرحب بالسيف وكان الفتح على يديه» «1».
وروى النسائي وأحمد «2» واللفظ للأول باسناده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه: «قال لعلي- وكان يسمر معه- ان الناس قد انكروا منك شيئاً، تخرج في البرد في الملاءتين وتخرج في الحرّ في الخشن والثوب الغليظ فقال: لم تكن معنا بخيبر، قال: بلى، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أبا بكر وعقد له لواء فرجع، وبعث عمر وعقد له لواء فرجع فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: لأعطين الراية رجلًا يحب اللَّه ورسوله ويحبه اللَّه ورسوله، ليس بفرّار «3» فأرسل إليّ وأنا أرمد، فتفل في عيني فقال: اللّهم اكفه أذى الحر والبرد، قال: ما وجدت حراً بعد ذلك ولا برداً» «4».
وفي روايةٍ له عن سهل بن سعد، وفيها أنه قال النبي لعلي عليه السّلام:
«أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم «5»، ثم ادعهم إلى الاسلام وأخبرهم بما يجب