وروى باسناده عن علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال: «قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يوم الخندق: اللهم انك اخذت مني عبيدة بن الحارث يوم بدر، وحمزة بن عبد المطلب يوم أحد، وهذا علي فلا تدعني فرداً وأنت خير الوارثين» «1».
روى ابن عساكر باسناده عن ابن عبّاس، قال: «سمعت عمر يقول: جاء عمرو بن عبد ود، فجعل يجول على فرسه حتى جاز الخندق وجعل يقول هل من مبارز؟ وسكت اصحاب محمّد صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ثم قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم هل يبارزه احد؟ فقام علي فقال: أنا يا رسول اللَّه، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: اجلس، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في الثانية هل يبارزه أحد؟ فقام علي فقال: دعني يا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فإنما أنا بين حسنتين إما أن أقتله فيدخل النار وإما أن يقتلني فأدخل الجنة!!! فقال رسول اللَّه: اخرج يا علي فخرج علي فقال عمرو: من أنت يا ابن أخي؟ فقال: أنا علي، فقال عمرو، إن أباك كان نديماً لأبي، لا أحب قتالك، فقال علي: إنك أقسمت لا يسألك أحد ثلاثاً إلا أعطيته فاقبل مني واحدة فقال عمرو:
وما ذلك؟ قال علي: أدعوك إلى أن تشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمّداً رسول اللَّه، قال عمرو: ليس إلى ذلك سبيل، قال فترجع فلا تكون علينا ولا معنا ثلاثاً، قال:
اني نذرت ان اقتل حمزة فسبقني إليه وحشي، ثم إني نذرت أن أقتل محمّداً قال علي رضي اللَّه عنه: فأنزل: فنزل فاختلفا في الضربة فضربه علي فقتله» «2».
قال: «ثم أقبل علي نحو رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ووجهه يتهلل،