وروى الواقدي باسناده عن رجل من بني أود، قال: «سمعت علياً يقول، وهو يخطب بالكوفة: بينا أنا أميح قليب بدر- أميح يعني استقي، وهو من ينزع الدلاء وهو المتح ايضاً- جاءت ريح لم ار مثلها قط شدة، ثم ذهبت فجاءت ريح اخرى، لم أر مثلها الا التي كانت قبلها، ثم جاءت ريح اخرى، لم أر مثلها الّا التي كانت قبلها، ثم جاءت ريح اخرى، لم ار مثلها الّا التي كانت قبلها، وكانت الأولى جبريل في ألف مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم والثانية ميكائيل في ألف عن ميمنة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأبي بكر، وكانت الثالثة اسرافيل في الف نزل عن ميسرة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأنا في الميسرة» «٢».
وأفرد الواقدي فصلًا في كتابه بعنوان (تسمية من قتل من المشركين ببدر) ذكر فيه أسماء هؤلاء المقتولين ومن قتل كلًا منهم، وهم تسعة وأربعون رجلًا، قتل علي اثنين وعشرين منهم، شرك في أربعة وقتل بانفراده ثمانية عشر» «٣».
ونقل الأربلي عن الشيخ المفيد في (الارشاد) أن عدد من قتلهم أمير المؤمنين عليه السّلام ببدر ستة وثلاثون رجلًا سوى من اختلف فيه أو شرك أميرالمؤمنين فيه غيره، وهم أكثر من شطر المقتولين ببدر، ثم قال: «وعلى اختلاف المذهبين في تعيين عدة المقتولين فقد اتفقا على أن أميرالمؤمنين قتل النصف ممن قتل ببدر، او قريباً منه، وما أجدره عليه السّلام بقول القائل:
لك خلتان مسالماً ومحارباً | كفلا الثناء لسيفك المخضوب |