يجري إلى قضائه ويجري الى قدره، ولكل قضاءٍ قدر، ولكل قدر أجل، ولكل أجل كتاب «يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ» «1». ثم ان اللَّه تعالى أمرني أن أزوّج فاطمة من علي واشهدكم إلى زوجية فاطمة من علي، على أربعمائة مثقال فضة ان رضي علي على السنة القائمة والفريضة الواجبة، فجمع اللَّه شملهما وبارك لهما وأطاب نسلهما وجعل نسلهما مفاتيح الرحمة ومعادن الحكمة وأمن الأمة. أقول قولي هذا واستغفر اللَّه لي ولكم.
وكان علي غائباً قد بعثه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في حاجة.
ثم أمر لنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بطبق فيه تمر، فوضعه بين أيدينا وقال: انتهبوا. فبينا نحن كذلك اذ أقبل عليّ رضي اللَّه عنه فتبسم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وقال: يا علي، ان اللَّه امرني أن أزوجك فاطمة، واني قد زوجتكها على أربعمائة مثقال فضة، فقال: قد رضيت يا رسول اللَّه، ثم ان عليّاً خرّ للَّه ساجداً شاكراً، فلما رفع رأسه قال له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: بارك اللَّه لكما وبارك فيكما وأسعد جدّكما وأخرج منكما الكثير الطيب، قال أنس رضي اللَّه عنه: واللَّه لقد أخرج الكثير الطيب» «2».
وروى الخوارزمي والسّيوطي عن ابن عبّاس قال: «قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: ان اللَّه زوّج فاطمة وجعل صداقها الأرض، فمن مشى عليها مبغضاً لك مشى حراماً» «3».