يلتقطن من اطباق الدرّ والياقوت، فهم يتهادونه بينهم إلى يوم القيامة».
وروى ابن أبي الحديد عن جعفر بن محمّد عن آبائه: «إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لمّا زوّج فاطمة، دخل النّساء عليها فقلن: يا بنت رسول اللَّه خطبك فلان وفلان فردّهم عنك وزوّجك فقيراً لا مال له، فلمّا دخل عليها أبوها صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم رأى ذلك في وجهها فسألها فذكرت له ذلك فقال: يا فاطمة انّ اللَّه أمرني فانكحتك أقدمهم سلماً وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً، وما زوّجتك إلّا بأمر اللَّه، أمرني بأمر من السّماء، أما علمت أنّه أخي في الدنيا والآخرة» «1».
وروى ابن المغازلي بأسناده عن أبي أيوب الانصاري: «انّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: مرض مرضة فدخلت عليه فاطمة صلّى اللَّه عليها تعوده، وهو ناقه من مرضه، فلمّا رأت ما برسول اللَّه من الجهد والضعف خنقتها العبرة حتّى خرجت دمعتها فقال لها: يا فاطمة، انّ اللَّه عزّوجل، اطلع إلى الأرض اطّلاعة فاختار منها اباك فبعثه نبيّاً، ثم اطّلع اليها ثانية فاختار منها بعلك، فأوحى اليّ فأنكحته واتخذته وصيّاً، أما علمت يا فاطمة، أنّ لكرامة اللَّه ايّاك زوّجك أعظمهم حلماً وأقدمهم سلماً وأعلمهم علماً؟ فسرّت بذلك فاطمة عليها السّلام واستبشرت، ثم قال لها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: يا فاطمة، لعليّ ثمانية أضراس ثواقب: ايمان باللَّه وبرسوله وحكمته، وتزويجه فاطمة، وسبطاه الحسن والحسين وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، وقضاه بكتاب اللَّه عزّوجلّ، يا فاطمة، إنّا أهل بيت أعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الأولين ولا الآخرين