واللَّه لن يصلوا إليك بجمعهم | حتى أوسّد في التراب دفينا | |
فانفذ لأمرك ما عليك غضاضة | فكفى بنا دنياً لديك ودينا | |
ودعوتني وزعمت أنك ناصح | فلقد صدقت وكنت قبل أمينا | |
وعرضت ديناً قد علمت بأنه | من خير أديان البرية دينا «١» |
فقال أبو لهب: هذه واللَّه السوأة، خذوا على يديه قبل أن يأخذ غيركم، فقال أبو طالب: واللَّه لنمنعنّه ما بقينا» «2».
وقال في النهاية: «لما اعترض أبو لهب على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عند إظهاره الدعوة، قال له أبو طالب: يا أعور، ما أنت وهذا؟ لم يكن أبو لهب أعور، ولكن العرب تقول للذي ليس له أخ من أبيه وامه أعور، وقيل: إنهم يقولون للرديّ من كلّ شي ء من الأمور والأخلاق أعور» «3».
وروى الخوارزمي بإسناده عن محمّد بن كعب، قال: «رأى أبو طالب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يتفل في فيّ علي عليه السّلام فقال: ما هذا يا محمّد؟ فقال:
إيمان وحكمة، فقال أبو طالب لعلي عليه السّلام: يا بني، انصر ابن عمك ووازره» «4».
وروى السيوطي بأسناده عن أنس، إن أبا طالب مرض فعاده النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: «يا ابن أخي ادع ربّك الذي تعبد أن يعافيني، فقال: اللهم اشف عمي، فقام أبو طالب- كأنّما نشط من عقال- قال: يا ابن أخي، إنّ ربك