عليه الوجود في النظام الأتم والخير الأعظم وعلة لذاته للخير والكمال بحسب أقصى ما يمكن وراضيا به على النحو المذكور وهذه المعاني الثلاثة التي يجمعها معنى العناية من العلم والعلية والرضا كلها عين ذاته بمعنى ان ذاته عين العلم بنظام الخير وعين السبب التام له وعين الرضا به وهو المشية الأزلية (1) فذاته بذاته صوره بنظام الخير على وجه أعلى وأشرف لأنه الوجود الحق الذي لا غاية له ولا حد في الكمال وراء ه فإذا كان كذلك فيعقل نظام الخير على الوجه الأبلغ في النظام والأتم بحسب الامكان فيفيض عنه ما يعقله نظاما وخيرا على الوجه المذكور الذي عقله فيضانا وصدورا متأديا إلى غاية النظام وصوره التمام على أتم تأدية.
فهذا هو معنى العناية الخالية عن الشين والنقص ومن اعتقد غير هذا من القائلين بالاتفاق المنسوب إلى بعض القدماء والقائلين بالإرادة الخالية عن الحكمة والعناية المنسوبة إلى الشيخ الأشعري والقائلين بالفرض السفلى العائد إلى الخلق فقد ضلوا ضلالا بعيدا حيث جهلوا تنزيه الله تعالى وتوحيده وما قدروا الله حق قدره