بعون الله العزيز.
تقريره ان الألم هو نوع من الادراك فيكون وجوديا (1) معدودا من الخيرات بالذات وإن كان متعلقه عدميا فيكون شرا بالعرض كما ذكروا فيكون هناك شر واحد بالحقيقة هو عدم كمال ما لكنا نجد بالوجدان انه يحصل هناك شران أحدهما ذلك الامر العدمي كقطع العضو مثلا وزوال الصحة والاخر الامر الوجودي الذي هو نفس الألم وذلك الامر الوجودي المخصوص شر لذاته وإن كان متعلقه أيضا شرا آخر فإنه لا شك ان تفرق الاتصال شر سواء أدرك أو لم يدرك ثم الألم المترتب عليه شر آخر بين الحصول لا ينكره عاقل حتى لو كان التفرق حاصلا بدون الألم لم يتحقق هذا الشر الاخر ولو فرض تحقق هذا الألم من غير حصول التفرق لكان الشر بحاله فثبت ان نحوا من الوجود شر بالذات فبطلت هذه القاعدة الكلية ان كلما هو شر بالذات فهو امر عدمي فهذا ما ذكره العلامة الدواني في حاشية التجريد ولم يتيسر له دفعه ولذا قال والتحقيق انهم ان أرادوا ان منشا الشرية هو العدم فلا يرد هذا النقض عليهم وان أرادوا ان الشر بالذات هو العدم وما عداه انما يوصف به بالعرض حتى لا يكون بالحقيقة الا شرية واحده هي صفه العدم بالذات وينسب إلى غيره بالتوسط كما هو شان الاتصاف بالعرض فهو وارد فافهم انتهى كلامه.
وأقول في دفعه ان مقصودهم هو الثاني والايراد مدفوع عنهم بان الألم (2)