والاشتراك في السلوب لا يوجب التركيب بل الامتياز حاصل بين المتشاركات في السلب بنفس ذواتها المتباينة فليس بشئ لان المجردات لا شبهه في أنها مشتركه في نحو من الوجود مبائن لوجود الجسمانيات لكن يعبر عنها بعنوان سلبي كما يعبر عن حقيقة العلم والادراك بعدم الغيبة عن الذات ولا شك ان العلم صفه وجوديه عبر عنه بعنوان سلبي فالحق ما لوحناك اليه.
ورابعها ان بناء ما ذكروه (1) في هذه الحجة على أن التجرد ذاتي له تعالى اما نوع أو جنس وعلى التقديرين يلزم كونه تعالى ذا ماهية وهو محال كما برهن عليه واما حقيقة الوجود المشترك عندنا فقد بينا في أوائل هذا الكتاب انه ليست كليا طبيعيا نوعا أو جنسا ولا غيره من الكليات الخمسة واما المفهوم الانتزاعي الذي لا وجود له الا في العقل فلا شك انه من الخارجيات دون المقومات.
وخامسها ان غاية ما لزم تركب الواجب من اجزاء عقلية وهم لم يقيموا برهانا على استحالته وهذا الزامي.
وسادسها ان ماهية حركة ومعناها وان كانت هي المسبوقية بالغير أو الانتقال من حال إلى أخرى فذلك لا يستلزم كون تلك الماهية مسبوقة بالغير لما علمت مرارا ان ماهية كل شئ لا يلزم ان يكون من افراد نفسها وحمل الشئ على نفسه ضروري بالحمل الأولى الذاتي لا بالحمل المتعارف الصناعي فتلك الماهية تقتضى ان يكون كل جزئي من جزئياتها مسبوقا بغيره وأيضا قد علمت أن مسبوقية الماهية بغيرها لا يوجب ان يكون لها أو لافرادها بداية لا يحصل قبلها.
وسابعها ما قيل إن ما ذكروه يستدعى حدوث كل انتقال جزئي لا حدوث حركة التوسطية التي تبقى مع انتقالات الجزئية غير المتناهية.
وثامنها ما قيل إنه لو سلم ما ذكر فإنما يدل على حدوث كل شخص من حركة لا على حدوث نوعها.
أقول في هذين الجوابين نظر بل كلاهما غير صحيح عندي لان حركة بمعنى