بالتلازم والزمان من جمله المشخصات (1) للجسم كما أن الهيولى باستعدادها من جمله المشخصات للصورة فكما ان النظر في كيفية التلازم بين المادة والصورة يعطى الحكم بتجدد كل منهما فان الصورة بحقيقتها يستلزم المادة وتفيدها على وجه الفاعلية فيلزمها المادة لزوم الفعل للفاعل الموجب فيتصورها المادة بها وتستكمل بوجودها.
ثم إن المادة باستعدادها تتهيا لقبول صوره عاقبه لخصوصيتها لتلك السابقة على وجه الاعداد فيلزمها أيضا مادة أخرى فلا يزال الصورة عله لهيولي بالايجاب والفعل والمادة عله للصورة بالاعداد والقبول فهما متجددتان في الوجود فكذا الحكم في تجدد كل من هويتي الزمان والجسم فالزمان عله تشخص الجسم وحدوثه والجسم عله بقاء الزمان واستمراره ولاجل ذلك قد نص زيتون الأكبر حسب ما نقلنا من كلامه في العلم الكلى على تجدد كل من الهيولى والصورة أنه قال إن الموجودات باقيه داثرة اما بقاؤها فيتجدد صورها واما دثورها فبدثور الصورة الأولى عند تجدد الأخرى وذكر ان الدثور قد لزم الصورة والهيولي معا.
ثم قال صاحب الزبدة فان زعمت أن الأجسام كانت موجوده مذ كان الحق موجودا فهو خطا عظيم وهو اعتقاد أكثر العلماء الذين يزعمون أنهم فاقوا في صدق النظر على الأولين والآخرين ومما لا بد في هذا المقام ان يعلم أن الأجسام لا يوجد أصلا حيث