لم يكن الاقتران بينهما من برهان ذي وسط لمى أو من تحدس أو حس أو تجربه أو غير ذلك فيكون الحكم منا باقترانهما غير قاطع فهو شك أو وهم وربما كان الواقع بخلافه فيكون حكما كاذبا واما إذا اقترن الموضوع بالمحمول في العقل (1) الفعال فيكون اقتران أحدهما بالاخر اقترانا مؤكدا ضروريا حاصلا من أسباب وجودهما على هذا الوجه كاقتران أحدهما بالاخر في ظرف الخارج وليس مصداق الحكم الا عبارة عن اقتران الموضوع بالمحمول (2) أو اتحادهما في نحو من الوجود في الواقع.
واما ثانيا فلان التصور والتصديق كما تقرر وتبين في مقامه انما هما نوعان من العلم الانطباعي الحادث في الفطرة الثانية فاما علوم المبادئ العالية وعلم الحق الأول جل ذكره فليس شئ منهما تصورا ولا تصديقا (3) فان علوم المبادئ كلها