فيضانها (1) نوعا ولا شخصا عن المبدء الواهب إلى امكان استعدادي غير امكانها الذاتي فهي لا محاله صادره عن الواهب مبدعة قبل الزمان والزمانيات والأمكنة والمكانيات قبلية بالذات في عالم الدهر إذ لا مانع في ذاتها من قبول فيض الوجود ولا ضاد للجواد المطلق ولا مبطل ولا معطل للمفيض الحق عن وجوده وفعله وصنعه وابداعه فهي لا محاله فائضة عنه ابدا واما التي تفتقر في خصوصيات افرادها الشخصية إلى سبق مكان استعدادي و راء امكانها الذاتي فهي أيضا فائضة من حيث طبيعتها المرسلة في عالم الصنع والابداع و ان كانت في تعيناتها الشخصية مرهونة الهويات بالمادة والاستعدادات والأزمنة والأوقات وبالجملة فالإفاضة عليها من جانب المفيض ثابته دائمة وإن كان المفاض عليه وهي الأنواع بحسب الهويات والوجودات متجددة داثرة بائدة فاذن جميع الماهيات وصور الأنواع (2) على الدوام فائضة من جانب الله أبد الدهر وإن كان العالم الجسماني بجميع ما فيه ومعه وله حادثا زمانيا مسبوقا بعدم زماني ولما كانت الأنواع
(٢٦٧)