لوجودها حكم الطبيعة في الانقضاء والتجدد والتصرم والتبدل ولا الهيولى لأنها قوه انفعالية لا صوره فعليه ايجابية فموجب وجودها (1) ومقتضى ذاتها من حيث الثبات المضمن فيه التجدد والحدوث جوهر عقلي وصوره مجرده ومثال ربوبي وملك كريم واسم الهي.
الثامن من مذهب الأشواق والاغراض والشهوات وميول الأشياء إلى الكمالات وتوجهها إلى الغايات فلا محاله لا بد ان يكون لكل نوع طبيعي غاية كمالية عقلية ليصح توجه افرادها بحسب الجبلة وتشوقها بحسب الغريزة إلى ما فوقها والا لكان ارتكاز هذا المعنى أعني الميل إلى التمام والتوجه إلى الكمال باطلا وعبثا وهدرا ومحال ان يكون في الطبيعة باطل أو عبث كما مر في مسائل العلة الغائية من مباحث العلل الأربع نعم ربما عاق لها عما ذكرنا عائق أو اتفق ان منعها عنه قاسر أو مزاحم والعائق لا يكون دائميا ولا أكثريا وكذا الامر الاتفاقي فالوصول للأشياء إلى كمالاتها الأخيرة لا بد ان يكون اما مطردا دائميا أو أكثريا وتلك الكمالات الأخيرة التي لا حركة بعدها ليست نفوسا لأنها بالقوة أيضا ما دامت نفوسا مشتاقة إلى الكمال الأتم و ليست أيضا واجب الوجود لأنها متعددة متنوعة والواجب واحد فهي عقول البتة فقد علم أنه كما لا بد في سلسله المبادي وترتيب صدور الأشياء من واسطه عقلية بينه تعالى وبين المجعولات كذلك لا بد في سلسله الغايات وترتيب رجوع الموجودات وعودها إلى الكمالات بعد نزولها عنها من واسطه عقلية بينها وبين غاية الغايات وآخر النهايات وهو أول الأوائل ومبدء المبادئ.
التاسع من طريق كفاية الامكان الذاتي للأنواع المحصلة (2) التي لا يفتقر