الأشياء منه ذاتا واحده بسيطه متبرئة عن ملابسه العدم الخارجي والقوة الاستعدادية مستغنية في ذاته وفي فعله عن غير مبدعة وقيومه ليصح ان يكون واسطه في إفاضة الخير والجود من المعطى الحق على ما عداه من المخلوقات ورشح الفيض الدائم على سائر المجعولات فهو لا محاله امر عقلي وجوهر قدسي لانتفاء هذه النعوت من الجسم وجزئيه وهما المادة والصورة وكماله وهو النفس فضلا عن العرض.
الثالث من سبيل امكان الأشرف ولا شبهه في أن العقل (1) اشرف من سائر الممكنات وهو فرد (2) من افراد الوجود ومرتبه من مراتبه والوجود طبيعة واحده نوعيه على الوجه الذي قررناه وان لم يكن نوعيتها باعتبار عروض الكلية لها في الذهن كما في الماهيات فيكون الموجود الأشرف ممكنا لا محاله بالامكان العام فيجب حصوله قبل الأخس فالموجود الأول عنه سبحانه وجب ان يكون اشرف الذوات العقلية والجواهر النورية وأشدها قوه وأكملها هويه وابعدها عن النقيصة والقصور وأقربها إلى مبدء المبادي وغاية الغايات.
الرابع من مسلك الملائمة والمناسبة الذاتية بين المقتضى والمقتضى والعلة التامة ومعلولها والفاعل التام وفعله فيجب ان يكون المناسبة الذاتية الحاصلة للعقل الأول والمعلول الأقدم أتم وأكمل ما يتصور من المناسبات بالقياس إلى اي ممكن فرض بعده فاذن ان هو الا أكرم العقول القادسة وابسط الجواهر العقلية وأنور الذوات النورية بعد نور الأنوار.