ولا بالتسخير ولا بالإرادة ولا بالمشايعة وتحريكه للفلك اما باعطاء المبدء القريب إياه الذي به التحرك حركة وضعيه واما بان يكون هو المؤتم به والمعشوق للجوهر المتحرك حركة شوقية تتبعها حركة الدورية لأنه الموجب له اشواقا متتالية وتخيلات متتابعة وثانيها انا نقول حركة المستديرة يمتنع أن تكون طبيعية فهي لا محاله إرادية مستنده إلى نفس دراكه والباعث لها في حركة اما امر شهوي أو غضبى أو غاية حركة فيها جلب ملائم بدني أو رفع منافر بدني وهما منتفيان عن الفلك لأنه تام الخلقة لا يفتقر إلى غذاء وليس له مضاد ليفتقر إلى دفعه فوجود الشهوة والغضب فيه عبث معطل والاغراض الحيوانية الحسية منحصرة في هذين الغرضين وما يرجع اليهما فالغرض للأفلاك في حركاتها الشوقية امر عقلي جازم غير مظنون ولا موهوم والا لما دامت الحركات لامر غير مجزوم وليس الغرض امرا حقيرا كنفع السافل أو ما يجرى مجراه فحركتها لأجل كمال عقلي جليل الخطر فهي اما لتحصيل ذات عقلية أو للتشبه إليها والأول غير ممكن فتعين الثاني ولا يمكن ان يكون المتشبه به المتشوق اليه ذاتا واحده هي الواجب جل ذكره والا لما اختلفت الحركات الفلكية قدرا وجهه فهي للتشبه إلى معشوقات كثيره وان صح ان يكون لها اشتراك في طلب المعشوق الأول لاشتراكها في دورية الحركات واختلاف في طلب المعشوقات الثواني لاختلافها في جهات الحركات وأزمنتها فلكل منها معشوق يخصه هو امام نفسه ومكمله بالتشويق والايتمام به والتشبه به في التقرب إلى الحق الأول والتوسل اليه في الاستشراق في أشعة نور الأنوار والاستقبال لتجليلات قدسه وكماله.
وثالثها من جهة ان حركاتها غير متناهية ولا منقطعة فلها مبدء غير متناهي القوة وكل قوه جسمانية سواء كانت نفسا أو صوره منطبعة فهي متناهية القوة والأثر فلا محاله مبدء حركتها قوه مفارقه غير متناهي التأثير والتحريك وليس ذلك هو الباري بلا توسيط لان الحركات الدائمة كثيره والواجب واحد محض فثبت كون العقول موجوده بهذه الوجود الثلاثة من هذا المنهج.