مع السببين الآخرين وهما الصورة والهيولي ان العدم معدوم بالذات موجود بالعرض والهيولي موجوده بالذات معدومه بالعرض.
ومعنى هذا الكلام ان العدم السابق للحادث المتجدد الهوية والذات وإن كان متحدا مع وجود جزئه السابق (1) بالعرض لكنه بالذات عدم لهذا الجزء الحادث واما الهيولى فإنها موجوده بوجود هذا الحادث بالذات لأنها مستكملة به متحده معه لكنها قوه استعدادية عدمية بالقياس إلى ما بعده من المتجددات بالتبع وليست قوه بالقياس إلى ما تصورت به بالفعل فهي موجوده بالذات معدومه بالعرض فان القوة على شئ لم يوجد بعد بالفعل لا بد وأن تكون قوه لشئ موجود بالفعل فهي من حيث إنها قوه على الشئ معدومه ومن حيث إنها قوه من الشئ (2) أو قوه للشئ أو قوه بالشئ موجوده منه أو له أو به.
واما العرض فبالضرورة متأخر عن وجود الموضوع كتأخر الهيولى عن الصورة وهو أشد تأخرا عن الموضوع من الهيولى عن الصورة لما علمت أن لها ضربا من التقدم على الصورة بخلاف العرض فإنه متأخر عن موضوعه من كل وجه فلا يكون أول الصوادر وقد علمت أن ليس للباري جل ذكره عرض قائم به أو صفه زائده قديمه أو حادثه كالإرادة القديمة أو الحادثة التي أثبتها الأشاعرة والكرامية حتى يتوهم متوهم ان أول الموجودات عنه تعالى عرض موضوعه ذاته تعالى فاذن أول ما يوجد بعد الذات الأحدية من كل وجه موجود واحد مستقل الذات والفعل جميعا فلا يكون الا عقلا محضا لانتفاء الوجود (3) من الهيولى والوحدة من الجسم والاستقلال في الذات من الصورة والعرض وفي الفعل من النفس.