موجود دون الحقيقة الصمدية إلى طبيعة أصل الوجود والى كونه محدودا بحد معين من الوجود ففيه زيادة اعتبار غير اعتبار طبيعة الوجود بما هو وجود فذاتها كأنها امر مزدوج الحقيقة من وجود وعدم وكمال ونقص وخير وشر ونور وظلمه ووجوب وامكان وماهية وهوية الا ان عدمه مضمحل بالوجود وشره بالخير ونقصه مندمج في الكمال وظلمته مقهورة تحت شروق النور وامكانه مطوى في الوجوب وماهيته في عين الهوية الوجودية فليس له في نفس الامر عدم ولا شرية ولا نقص ولا ظلمه ولا امكان ولا ماهية بل في اعتبار من الاعتبارات الذهنية.
وثانيهما هو العدم الواقعي المستلزم للتركيب الخارج في الشئ من العدم والوجود أعني القوة والفعل فان النفس ابدا فيها شئ بالقوة وهو كمالها المنتظر وشئ بالفعل وهو وجودها إذ لو لم يكن لها كمال مترقب ولا حاله منتظرة كانت عقلا لا نفسا ففيها نوعان من العدم فلا يصح ان يكون هي أقرب المفطورات من الحق الواحد وأشرف الدرجات بعد درجه الأول ولا يصح أيضا ان يكون من جنس الطبائع والصور المقارنة للمواد لان مقارنتها مقارنه افتقارية في الحقيقة والفعل جميعا ففيها دخول العدم من ثلاثة أوجه الوجهان المذكوران في النفس الوجه الثالث ان العدم سبب لوجودها والوجود سبب لعدمها والعدم الأول هو قوه وجودها والعدم الثاني عنها هي مادة تكونها وتقدم الأول عليها (1) تقدم بالطبع وتأخر الثاني عنها تأخر بالذات (2)