وأيضا نقول من طريق آخر (1) ان الواجب بالذات يتعالى ويتعاظم عن أن يكون مرتبه من الكمال والشرف يتصور ان يمتنع عليه بل كل كمال وفضيلة وكل حيثية فعليه وجهه وجوديه (2) يجب ان يتحقق فيه على وجه أعلى وأشرف.
فكلما فرضت مرتبه من مراتب الشرف والفضل انها فوق ما عليه واجب الوجود فهي عند الفحص والبرهان يعلم أنها فيه لا محاله إذ لا جهة فيه غير جهة الوجوب بالذات إذ لو وجدت فيه جهة امتناعية أو امكانية لم يكن بسيطا كما علم من برهاننا على التوحيد فكل كمال يستدعى ممكن بالذات له يجب ان يكون موجودا فيه أو فيما يستند اليه إذ الواجب الوجود بالذات هو الواجب الوجود من جميع الجهات والحيثيات الوجودية التي تفرض أو توجد في كل شئ من الأشياء فذاته الأحدية الحقه تامه وفوق التمام من كل جهة كمالية وجميع حيثية وجوديه تمامية غير متناهية وفوقيه غير متناهية لأنه وراء ما لا يتناهى قوه في التأثير الايجادي بما لا يتناهى قوه في الشدة الذاتية الوجوبية التي لاحظ لاحد منها ولا نصيب لعقل من العقول القدسية من الاطلاع عليها والتشوق إليها والتعشق لها وانما البرهان يؤدى إلى اثباتها ويحكم بثبوتها فلا يمكن ان يتصور مرتبه من مراتب المجد والشرف ولا مرتبه من مراتب اللا تناهي بجهة من جهات الشدة