وأوحى في كل سماء امرها ولما تمت له كتابه الجميع أمرنا بمطالعة هذا الكتاب الحكمي وقراءة هذه الآيات الكلامية والكتابية والتدبر فيها بقوله فاقرؤا ما تيسر من القرآن وبقوله تعالى اقرا باسم ربك الذي خلق وقوله ا ولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وقوله ان في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لايات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا وحيث كنا في الابتداء ضعفاء العقول ضعفاء الابصار كما قال تعالى خلق الانسان ضعيفا فلم يكن تصل قوه أنظارنا إلى أطراف هذه الأرقام وأكناف هذه الكلمات العظام لتعاظم حروفها وتعالى كلماتها وتباعد أطرافها وحافاتها وقد ورد عن بعض المكاشفين ان كل حرف من كلام الله في اللوح (1) أعظم من جبل قاف وان الملائكة لو اجتمعوا على أن ينقلوه لما أطاقوه فتضرعنا اليه بلسان احتياجنا واستعدادنا الهنا ارحم على قصورنا ولا تؤيسنا عن روحك ورحماتك واهدنا سبيلا إلى مطالعه كتبك وكلماتك ووصولا إلى مرضاتك وجناتك فتلطف بنا بمقتضى عنايته الشاملة وحكمته الكاملة ورحمته الواسعة وقدرته البالغة فأعطى لنا نسخه مختصره من اسرار كتبه وأنموذجا وجيزا من معاني كلماته التامات فقال تعالى وفي أنفسكم ا فلا تبصرون والمراد منها نفوس الكمل من الأنبياء والمرسلين لان نفس كل واحد منهم كلمه تامه نازله من عند رب العالمين كتاب مرقوم يشهده المقربون مشتمل على آيات الملك والملكوت واسرار قدره الله والجبروت ثم اصطفى من بينهم كلمه جامعه أوتيت جوامع الكلم وارسل الينا رسولا كريما ونورا مبينا وقرآنا حكيما وصراطا مستقيما وتنزيلا من العزيز الرحيم فجعل نسخه وجوده نجاه الخلق من عذاب الجحيم وكتابه خلاصا من ظلمات الشياطين والقرآن النازل معه براء ه العبد من سلاسل تعلقات النفس ووساوس إبليس اللعين.
(٢٠)