وغيب الغيوب وقد سبق في السفر الأول الفرق بين الوجود الانبساطي والوجود المقيد وانهما غير الوجود الحق الأول.
إذا تقرر هذا فنقول صوره هذه الألفاظ والكلمات لها نسبتان نسبه إلى الفاعل و المصدر ونسبه إلى القابل والمظهر فالأولى بالوجوب والثانية بالامكان فهي بأحد الاعتبارين كلام وبالاعتبار الاخر كتابه فالصور اللفظية القائمة بلوح النفس و صحيفة الهواء الخارج من الباطن إذا نسبت وأضيفت اليه فتلك النسبة اما على سبيل نسبه الصورة إلى القابل فيكون كتابه لان نسبتها اليه بالامكان وحينئذ يحتاج إلى فاعل مبائن ومصور أو ناقش مغائر إذ القابل شانه القوة والاستعداد والتصحح لا الفعل والايجاد والايجاب والشئ لا يمكن وجوده بمجرد الامكان والقوة والقبول فلا بد له من مخرج إياه من القوة إلى الفعل والفاعل المبائن لصور الألفاظ والكلمات يسمى كاتبا ومصورا لا ناطقا ومتكلما وذلك الفاعل هو النفس الناطقة في مثالنا فبهذا الاعتبار يكون المنشئ لهذه الحروف والألفاظ كاتبا والنفس الهوائي بيده لوحا بسيطا وهذه الحروف والألفاظ أرقاما كتابيه وصورا منقوشة فيه صادره عن الكاتب والمصور واما إذا أضيفت اليه (1) اضافه الفعل إلى الفاعل والوجود إلى الموجد وكانت النسبة اليه بالوجوب لا بالامكان فكان المأخوذ بهذه الحيثية كلاما والموصوف به متكلما وهو المجموع الحاصل من النفس والهواء وسائر ما يدخل في سببيه تلك الصور والهيئات وكان المجموع المأخوذ على هذا الوجه شخصا متكلما لصدق حده عليه وهو الذي قام به الكلام لاستقلاله بتصور المعاني وترتيب الحروف والمباني من غير حاجه إلى فاعل ناقش مبائن الذات عنه.
فإذا ظهر لك صحه كون صور لفظيه بعينها كلاما وكتابا باعتبارين وكون الهواء