نور من أنوار الله المعنوية النازل من عنده على قلب من يشاء من عباده المحبوبين لا المحبين فقط لقوله تعالى ولكن جعلناه نورا نهدى به من نشاء من عبادنا وقوله تعالى نزل عليك الكتاب بالحق وقوله تعالى وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وهو بما هو كتاب انما هو صور ونقوش وأرقام وفيها آيات احكام نازله من السماء نجوما على صحائف قلوب المحبين وألواح نفوس السالكين وغيرهم يكتبونها في صحائفهم وألواحهم بحيث يقرأها كل مسلم قار ويتكلم بها كل متكلم ويعمل باحكامها كل عامل موفق وبها يهتدون وبما فيه يعملون ويتساوى في هدايتها الأنبياء والأمم كما في قوله تعالى وانزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وقوله تعالى وعندهم التورية فيها حكم الله واما القرآن العظيم الكريم ففيه عظائم العلوم الإلهية كان يتعلم بها رسول الله الخاتم وأهل بيته المكرم س لقوله تعالى وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما وفيه كرائم اخلاق الله تخلق بها رسول الله ص لقوله تعالى انك لعلى خلق عظيم إذ كان خلقه القرآن كما روى هذا.
فإذا علمت هذه المقدمات فنقول في كيفية النزول كما سيجئ بيانه مفصلا في مسائل النبوات ان سبب انزال الكلام وتنزيل الكتاب هو ان الروح الانساني إذا تجرد عن البدن وخرج عن وثاقه من بيت قالبه وموطن طبعه مهاجرا إلى ربه لمشاهدة آياته الكبرى وتطهر عن درن المعاصي واللذات والشهوات والوساوس العادية والتعلقات لاح له نور المعرفة والايمان بالله وملكوته الاعلى وهذا النور إذا تأكد وتجوهر كان جوهرا قدسيا يسمى عند الحكماء في لسان الحكمة النظرية بالعقل الفعال وفي لسان الشريعة النبوية بالروح القدسي وبهذا النور الشديد العقلي يتلألأ فيه اسرار ما في الأرض والسماء ويتراءى منه حقائق الأشياء كما يتراءى بالنور الحسى البصري الأشباح المثالية في قوه البصر إذا لم يمنعها حجاب والحجاب هيهنا هو آثار الطبيعة وشواغل هذا الأدنى وذلك لان القلوب والأرواح بحسب أصل فطرتها صالحه لقبول نور الحكمة والايمان إذا لم يطرء عليها ظلمه تفسدها كالكفر أو حجاب يحجبها كالمعصية وما يجرى مجراها كما في قوله تعالى وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون وقوله تعالى بل ران