الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ١٧
والأرض الا آتى الرحمن عبدا (1) لقد أحصيهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيمة فردا وهذا الاتيان إلى الرحمن لا يكون الا في صوره الانسان ومن سبيل أطواره بل نقول من سبيل النظر في حال الانسان الكامل ودرجاته في الكمال
(١) فكما ان العبد المجازي لا يملك شيئا بل هو وما في يده كان لمولاه فكذا العبد الحقيقي لمالك الملك ذاته وصفاته وافعاله لمولى الموالي بمقتضى توحيد الذات والصفات والافعال وانما ذكر اسم الرحمن لان الرحمة الرحمانية عامه للكل بخلاف الرحمة الرحيمية فإنها مختصه باهل الايمان والتوحيد لقد أحصيهم وعدهم عدا فكما ان فذلكة الحساب جامعه لتفاريقه فكذلك علمه تعالى جامع للموجودات المتشتتة بنحو ابسط وأعلى ولا يشذ من حيطته شئ وكلهم آتيه يوم القيمة فردا إذ كل عند النهوض عن القوابل والقيام عند الله الواحد الفرد فرد بفردانيته مجرد عن اللواحق والأجنبيات فالفردية والتجرد الذي لا أقل منه وينسحب على الكل انما هو عن البدن الدنيوي ولواحقه وبالجملة عن الطبيعة ولوازمها واما التجرد التام فهو للأخصين وقد قيل امروز پريروز دى وفردا هر چار يكى شود تو فردا وهذا الاتيان إلى الرحمن لا يكون الا في صوره الانسان لان الانسان هو باب الأبواب إلى الله وهو الصراط المستقيم اليه ان هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم اي مظهرية اسم الله الأعظم وإذ لا ينقطع فيض الله تعالى ففي الوعاء الذي بحسب هذا الفيض يصل كل موجود طبيعي إلى الانسان الطبيعي ويدخل باب الأبواب ويصير كل الصياصي إلى الصيصية العظمى و جميع القرى إلى أم القرى وما قال قده نقول آه بيان آخر لدخول الأشياء في باب الأبواب ولكن بحسب وجودها الرابطي له بل بحسب وجوداتها الرابطية العديدة له في مثاله المتصل وملكوته وجبروته المتصلين وبالجملة فوصول الانسان الكامل إلى غاية الغايات وصول الكل إليها وهذا لا ينافي وصول كل نوع إلى رب نوعه ومحشوريتها بمحشوريته إلى الله تعالى س قده.