الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ١٩٨
منه مثل كون الشئ عله ومعلولا (1) وإن كان التقيد والتحيث بها داخلا بشرطان يكون التقيد بها مأخوذا على أنه تقيد لا على أنه قيد والتحيث تحيثا لا حيثية اي معنى حرفيا غير مستقل بالمفهومية كما علمت في الحصة من الفرق بينها وبين الفرد ثم الحيثية التقييدية قد تكون في العنوانات (2) بحسب المعبر به والحكاية دون المعبر عنه والمحكى
(١) المراد بالشئ الحيثية فمثال كون الحيثية عله كان يقال العقل الأول لانتسابه إلى الواجب منشا للاطلس فان الحيثية حينئذ تعليله بخلاف ما إذا قيل لامكانه منشا الأطلس فان الحيثية حينئذ تقييدية ومثال كون الحيثية معلولا ان يقال الأرضية من حيث اليبوسة منشا لتماسك اجزاء الينا وليس المراد بالشئ في قوله مثل كون الشئ عله ومعلولا المحيث والا كانت الحيثية تقييدية لا تعليليه لان العلة اما عله بذاتها كالواجب بالذات تعالى فالعلية ذاته واما عله لا بذاتها كالنار التي عله للاحراق بصورتها النوعية فالعلية جزئها أو كجزئها وكذا كل عله انما هي عله بالضمائم التي بها تصير عللا بالفعل بل تلك الضميمة بالحقيقة عله والعلية نفس ذاتها وكذا المعلول فالمعلولية عين ذات المجعول بالذات س قده (٢) هذا منه غريب لان الحيثية هنا اي في اللا بشرط غير المقيد باللا بشرطيه والمطلق غير المقيد بالاطلاق اطلاقية لا تقييدية الا في اللفظ ولا شغل لأهل المعنى باللفظ والحكيم هو الباحث عن الحقائق ففي الحقيقة وفي المعبر عنه ليس الا الارسال الصرف فالأبسط الأوضح في المقام ان يثلث القسمة كما قررنا في حواشينا على الأمور العامة ويقال إذا حيث شئ بحيثية في التعبير فاما أين يكون المقصود من التحيث عدم التحيث في الموضوعية للحكم ومن التقييد عدم التقييد وان الموضوع باطلاقه مستحق لحمل المحمول فالحيثية اطلاقية مثل قولنا الماهية من حيث هي لا موجوده ولا معدومه واما ان يكون المقصود منه انه جزء الموضوع من حيث هو موضوع مثل قولنا الجسم من حيث إنه مسطح ابيض والجسم من حيث إنه ابيض مرئى واما ان يكون المقصود تعليل الحكم مثل ان الانسان من حيث إنه مدرك للأمور الغريبة متعجب وانه من حيث إنه متعجب ضاحك فالحيثية التعليلية خارجه عن الموضوع إذ العلة خارجه والمراد عله الوجود لا عله القوام ولكونها خارجه ليست مكثرة للموضوع فإذا قلنا الكرباس من حيث إنه ابيض مفرق لنور البصر كانت الحيثية تقييدية وإذا قلنا الكرباس من حيث صنعه القصار فيه مفرق له أو من حيث الشمس مفرق فالحيثية تعليليه فإنهما خارجان منفصلان عنه بخلاف البياض فإنه زائد متصل.
ان قلت التعجب وادراك الأمور الغريبة ونحوهما أيضا زوائد متصله وتؤخذ كالجزء للموضوع فتكون حيثيات تقييدية مكثرة للموضوع والحال انها تعليليه.
قلت نعم إذا اعتبرت هكذا كانت تقييدية ولكن بناء كونها تعليليه على كون الانسان مثلا فقط موضوعا وجعل التعجب مثلا خارجا وعلة للحكم لا جزء للموضوع فالتكثر الذي يترائى انما هو من اعتبار جعلها تقييدية لا من اعتبار جعلها تعليليه.
ان قلت عله الوجود خارجه عن المعلول لكن العلة هنا عله لحمل المحمول لا للموضوع ليكون خارجا عنه.
قلت بل هي عله للموضوع أيضا بمقتضى الحمل وان الحمل هو الاتحاد في الوجود فالمتعجب عله للانسان الضاحك والمدرك للغرائب عله للانسان المتعجب س قده