في اثبات العشق في البسائط غير الحية عنده ما ذكره في تلك الرسالة بقوله ان البسائط غير الحية ثلثه أحدها الهيولى الحقيقية والثاني الصورة التي لا يمكن لها القوام بانفراد ذاتها الثالث الاعراض والفرق بينها وبين هذه الصورة ان هذه الصورة مقومه للجوهر ولذلك استحفظ الأوائل من الإلهين لان يجعلوها من اقسام الجواهر لكونها جزء ا للجواهر القائمة بذاتها ولم يحرموها سمه الجوهرية لأجل امتناع وجودها بمفرد الذات إذ الجوهر الهيولاني هذا حاله ومع هذا لا يستنكر اعتداده من جمله الجواهر لكونه في ذاته جزء ا للجواهر القائمة بذاتها بل ولها أعني الصورة مزية في الجوهرية على الهيولى إذ هذه صوره بها يقوم الجوهر بالفعل جوهرا ومهما وجد أوجب وجود جوهر بالفعل ولاجل ذلك قيل إن الصورة جوهر بنوع فعل واما الهيولى فهي معدودة مما يقبل الجوهرية بل قوه إذ لا يلزم بوجود كل هيولي جوهر ما وجوده بالفعل ولاجل ذلك قيل إنها جوهر بنوع قوه فقد تقرر من هذا القول حقيقة الصورة ولا يحمل اطلاق هذه الحقيقة على العرض.
فإذا تقرر هذا فنقول ان كل واحد من البسائط غير الحية قرين عشق غريزي لا يتخلى عنه البتة وهو سبب له في وجوده واما الهيولى فلديمومة نزاعها إلى الصورة مفقوده وتنوعها بها موجوده (1) ولذلك تلقاها متى عريت عن صوره بادرت إلى الاستبدال عنها بصوره اشفاقا عن ملازمه العدم المطلق فالهيولي تنفر للعدم فمهما كانت ذات صوره لم يقم فيها سوى العدم الإضافي ولولاها للابسها العدم المطلق ولا حاجه بنا هيهنا إلى الخوض في لمية ذلك فالهيولي كالمرأة الدميمة المشفقة عن استعلان قبحها فمهما تكشف قناعها غطت دميمتها بالكم فقد تقرر ان في الهيولى عشقا غريزيا واما الصورة