في الحيز عند الوقوع فيه وحركة اليه عند الخروج عنه لا يدل على الشوق اليه الا إذا ثبت ان للطبيعة الجسمانية شعورا بذاتها وبفعلها ولم يذكر الشيخ في تلك الرسالة ولا في غيرها ما يثبت ضربا من الشعور فيها وعلى هذا القياس حال ما ذكره في عشق العرض للموضوع وادعى فيه الظهور وهو من اخفى الأشياء ولو كان كل ملازمه (1) شئ لشئ عشقا له إياه لكان جميع لوازم الماهيات والنسب والإضافات عشاقا لموصوفاتها وكذا السطوح والأطراف لمحالها المقدارية واللازم بديهي البطلان.
وهيهنا دقيقه يجب التنبيه عليها وهو ان الإلهيين الذين ذهبوا إلى سريان العشق في جميع الموجودات انما أثبتوا لكل شئ عشقا وشوقا إلى ما هو ذاته أو كمال ذاته لا إلى ما هو أدون منه وانقص الا على سبيل التبعية أو بالعرض لا بالذات.
فاذن الذي ذكره الشيخ من عشق الصورة لموضوعها أعني المادة ليس بشئ (2) بل الحق ان كل طبيعة أو نفس أو قوه من القوى إذا فعلت شيئا فليس مقصودها أولا وبالذات نفس ما يصدر عنها من الأفاعيل ولا موضوعات تلك الأفاعيل بل معشوقها و