من هذه الاشكال وكذا طعومها وروائحها وأصواتها (1) على وجه أعلى وأشرف مما يلينا من هذه المحسوسات لكونها نازله إلى الأرض منها فهي هناك الطف وأصفى وابسط وما من صوره على وجه الأرض الا ولها المثل الاعلى في السماوات وما من كوكب الا ولله حكم كثيره في خلقه وصورته ثم في مقداره وشكله ثم في وضعه ونسبته إلى كوكب آخر وقربه وبعده من وسط السماء وقس تلك الحكم التي فيها على الحكم التي روعيت في أعضاء بدنك مع حقارته وامر السماء أعظم واجل من الانسان بما لا يحصى كما قال تعالى أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها.
بل من جمله ما في عالم الأرض وقس التفاوت فيما بينها من عجائب الترتيب وحسن النظام وبديع الفطرة على التفاوت فيما بينهما في المقدار واللطافة.