مفطورا على صوره الرحمن فلنعمد اليه أولا ونبين كيفية صدورهما منه وعودهما اليه ليكون هذا ذريعة إلى معرفه كلام الله وكتابه من حيث المبدء والغاية ومرقاه إليها فنقول ان الانسان إذا حاول ان يتكلم بكلام أو يكتب كتابا فمبدء هذه الإرادة أولا صوره عقلية حاصله في قوه نفسه الناطقة على وجه الاجمال والبساطة ثم ينشأ من هذه القوة اثر في النفس الناطقة في مقام التفصيل العقلي وهي القلب المعنوي ثم ينشأ منه اثر في معدن التخيل وهي نفسه الحيوانية المسماة بالصدر المعنوي ونسبته إلى القلب المعنوي نسبه الكرسي إلى العرش (1) وهو مستوى الرحمن ونسبه مظهريهما وهما القلب الصنوبري الشكل والدماغ المستدير الشكل كنسبه الفلك الاعلى وفلك الكواكب إلى العرش والكرسي الحقيقيين لان هذين مظهراهما ومستوياهما ثم يسرى منه اثر إلى الدماغ بواسطة الروح الحيواني الذي هو جوهر لطيف جسماني شبيه بالفلك وحار غريزي سماوي وذلك الأثر هو الصورة الخيالية (2) للكلام أو الكتاب ثم يظهر منه اثره وهو صورته المحسوسة في الخارج بواسطة الآلات والأعضاء والجوارح والأعضاء فيوجد صوره الصوت والحرف في صحيفة الهوله أو في صحيفة القرطاس وهذا غاية نزوله من عرش القلب أو ما هو أعلى منه إلى البسيط الهوائي أو الأرضي ثم يرتفع منه اثر إلى الصماخ وهو عضو غضروفي أو من جهة أخرى إلى العين وهو عضو عصبي ومن كل منهما بواسطة
(١٥)