النفسي أيضا كاتبا ومتكلما من وجهين (1) فقس الحال فيما وراء ذلك التشخص الهوائي سواء كان فوقه كالنفس والعقل والباري أو تحته كالقرطاس والتخت والتراب فالنفس المرتسم فيهما الصور العقلية والعلوم النفسانية لوح كتابي بأحد الاعتبارين وجوهر متكلم ناطق بالاعتبار الاخر لان لها وجها إلى مصور عقلي وقلم علوي يصورها تلك العلوم والصور ولها أيضا وجه إلى قابل يقبل منه تلك الصور ويسمع منه الكلام وهكذا القياس في سائر المواضع فوضح ان كل كتاب كلام من جهة وكل كلام كتاب من جهة فافهم يا حبيبي ما ذكرته واعلم قدره فإنه حرى بذاك لأنه من الواردات الكشفية المختصة بمدون هذه الاسفار وفيه فوائد كثيره لا يسمع المجال عدها جميعا.
منها انه يليق بان يتصالح فيه أهل المذاهب الكلامية في باب الكلام وعمدتهم طائفتان المعتزلة فقالوا ان المتكلم من أوجد الكلام والأشاعرة فقالوا انه من قام به الكلام وقد صدق التعريفان عليه بالاعتبارين ومنها كيفية حدوث العالم منه تعالى إذ نسبه هذا العالم إلى الباري عند جماعه نسبه الكتاب إلى الكاتب وعند طائفه أخرى نسبه الكلام إلى المتكلم لكن طائفه أخرى رأوا ان النسبة اليه تعالى غير هاتين النسبتين (2) الا له الخلق والامر ومنها سر فناء العالم الكوني وزواله ودثوره ومنها