الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ١١٥
الحركات والاستعدادات واما اعراض تلك البسائط فلأنها تابعه للجواهر متقومه بها فمع اتفاق الموضوعات والحيثيات الفاعلية والقابلية التي على سبيل اللزوم لا يمكن غيرها فكما علمت هذا في البسائط فقس عليه المركبات وصورها النوعية لأنها تابعه للمواد وانحاء التركيبات والاستعدادات التي منشاها تلك الجواهر واعراضها اللازمة كحركات الأفلاك وأوضاعها فإذا لم يمكن تحقق جواهر ولا اعراض سوى هذه التي قد وجدت فلو فرض عالم آخر يكون لا محاله موافقا لهذا العالم في الماهية غير مخالف له في امر مقوم ذاتي.
واما بطلان الشق الثاني فلوجوه منها ان كل ما لا مادة له ولا حركة قبل وجوده فوجوده على سبيل الابداع وكل ما كان كذلك لا يختلف بالخارجيات فلا يتكثر نوعه بالاشخاص فحق نوعه ان يكون في شخص لان الذي به يقع التميز ذاته أو لازم ذاته فلا يتعدد.
ومنها ان الفاعل لوجوده هو ذات الواجب بذاته بلا جهة أخرى ووحده العلة توجب وحده المعلول ومنها ان تشخصه بذات الباري (1) جل ذكره المتشخص بنفس حقيقته وكذا تشخص كل معلول بنفس علته الموجدة القريبة فلا يمكن تعدده ومنها ان علمه تعالى بنظام الخير الذي هو عين ذاته اقتضى وجود العالم فلا يمكن غيره ومنها ما وقعت الإشارة اليه من أن العلة الغائية في وجوده هي ذات المبدء الاعلى وعلة بدئه هي بعينها عله تمامه وكل ما غايته اجل الأشياء فهو اجل الممكنات (2).

(1) التغاير بينه وبين سابقه كتغاير الوحدة والتشخص بحسب المفهوم والعموم و الخصوص فان الوحدة أعم س قده (2) هذا الوجه خاص بنفي فرد آخر اجل ولو عمم بالتشبث بوحده العلة وتشخصها و علمها رجع إلى الوجوه السابقة وتوجيهه ان قوله قده من أن العلة الغائية إلى قوله فهو اجل الممكنات بيان لما وقعت الإشارة واعاده لما سبق وبيان الدليل لم يذكره احاله على تفطن المتعلم فبيانه انا بصدد توحيد الفعل وفرغنا عن توحيد الفاعل والغاية فالعالم الاخر المفروض لما كان معللا بهذه العلة الواحدة الوجوبية فإذا نظرت كان هو العالم سيما وقد مر ان ما هو لم هو س قده.
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»
الفهرست