بحث وتحصيل ولعلك تقول إذا كان العالم بكله أعني الانسان الكبير شخصا واحدا اشرف الممكنات لأجل ان عله بدئه وعلة تمامه شئ واحد هو الحق تعالى فنقول هذا الحكم جار في المعلول الأول فيكون مثله في الحقيقة فيلزم ان يصدر من الواحد الحق أمران في أول الابداع وهو محال وأيضا يلزم وجود اثنين من نوع واحد (1) فيما فوق الكون وهذا أيضا يخالف أصول الحكمة فدفعه بأنه ليس يلزم هناك في الحقيقة تعدد لما حققنا سابقا ان تمام حقيقة الشئ انما هو بما يكون بمنزله فصله الأخير وهي صورته التي بها تقوم سائر معانيه (2).
وقد علمت أن الشئ بصورته هو ذلك الشئ لا بمادته فالصادر من الحق تعالى شئ واحد هو الانسان الكبير بشخصه لكن له اعتباران اعتبار اجمال واعتبار تفصيل وقد مر ان لا تفاوه بين الاجمال والتفصيل الا بنحوي الادراك لا بتفاوت في المدرك فإذا