نباتية لها خوادم من قوى كثيره توكل عليها ملائكة (1) يتمشى بهم ما يرجع إلى الغذاء والنماء فانظر كيف وكل الله الملائكة بك في انتظام أمورك حتى في امر غذائك فان أهل المكاشفة قد رأوا ببصائر قلوبهم ان كل جزء من أعضاء بدنك لا يغتذى الا بان يوكل الله به سبعه من الملائكة هذا هو الأقل إلى عشره إلى ماه إلى الف أو يزيدون (2) وذلك لان معنى التغذى ان يقوم جزء من الغذاء مقام جزء قد تلف وذلك بعد ان يتغير تغيرات يصير دما في آخر الامر ثم لحما وعظما.
ثم إن الغذاء جسم لا يتحرك بطبعه ولا يتغير بنفسه في أطوار الخلقة كما أن البر لا يصير طحينا ثم منخولا ثم عجينا ثم خبزا مستديرا مطبوخا الا بصناعة صناع والصناع في الباطن إذا كانت للصنع غاية حكمية هم الملائكة كما أن الصناع في الظاهر هم أهل المدينة وقد أسبغ الله عليكم نعمه ظاهره وباطنه والناس غافلون عن نعمه الباطنة والعارف يعلم أنه لا بد من ملائكة سبعه أحدهم جاذب للغذاء إلى الأعضاء والاخر ممسك له في جوار العضو والثالث يخلع عنه صورته السابقة فيخلع صوره الدم والرابع يكسوه صوره اللحم والعظم وغيرهما والخامس يدفع الفضل الزائد والسادس يلصق ما اكتسى كسوه اللحم باللحم وما اكتسى كسوه العظم بالعظم حتى لا يكون منفصلا والسابع يرعى المقادير والنسب (3) في الالصاق.