فيها بل الأكثرون عاجزون عن ادراك حقيقة النفس التي هي ذات الشخص وتفاصيل أحوالها وسريان قوتها في آلات البدن وحواسه وأعضائه وكيفية ترتيب الأعضاء واشكالها وأوضاعها واجزائها ومنافع كل واحد واحد منها وأحوالها وأفعالها وغاية كل فعل فان الذي تفطن به المشرحون ولاح لهم بقوة الفكر شئ قليل لا نسبه له إلى ما ذهلوا عنها من الدقائق والعجائب والحكم في صنع الباري فيها فإذا كانت إحاطة الانسان بنفسه وبدنه على ما ينبغي متعذرة فكيف يكون الإحاطة بما في العالم الجسماني والروحاني ممكنه وأكثره لا يمكننا الاطلاع على حقيقة وجوده فضلا عن ادراك حقائق جميع الموجودات الا انا مع هذا العجز الموجود في الطبع ونحن في عالم الغربة لا بد ان نتأمل ونتفكر في عجائب الخلقة وبدائع الفطرة امتثالا لقوله تعالى ا ولم يتفكروا في أنفسهم
(١١٩)