القيامة من اله غير الله يأتيكم بضياء الآية ثم قال قل ا رأيتم ان جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من اله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه ا فلا تبصرون.
ولما كان القمر نائبا للشمس خليفة لها في النضج والتحليل إذا كان قوى النور جعل مجراه يخالف مجراها في الصيف والشتاء شمالا وجنوبا فالشمس تكون في الشتاء جنوبية والقمر شماليا لئلا ينعدم السببان وفي الصيف بعكس ذلك لئلا يجتمع المسخنان ولما كانت الشمس شماليه حركة صيفا جنوبيتها شتاء جعل أوجها أعني ابعد ابعادها عن الأرض في الشمال وحضيضها وهو أقرب ابعادها في الجنوب ليخبر قرب الميل ببعد المسافة لئلا يشتد التسخين والتنوير وينكسر بعد الميل بقربها لئلا يضعف القوة المسخنة عن التأثير فانظر كيف جعل الكواكب مع حركة الكل السريعة حركات أخرى بطيئه تميل بها إلى شمال وجنوب على مدارات متفاوتة في العظم والصغر والسرعة والبطؤ والقرب والبعد من الأرض بحسب اوجائها وحضيضاتها ولاجل اختلاف أحوالها المنفعة الكائنات وغرض النظام قال الله تعالى والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره اي بما يقتضى حركاتها طالعة وغاربة وشمالية تارة وجنوبية أخرى وكذلك اوجيه مره وحضيضيه أخرى وغير ذلك من أحوال الكواكب كالرجوع والإقامة والاستقامة وكونها في بيوتها التي لها ووبالها وشرفها وهبوطها وكونها بطبيعة كل برج وقعت فيه من الثابتة و المنقلبة وذوات الجسدين وأمثال ذلك مما هو مذكور في كتب الاحكاميين على الاجمال ولا يحيط بتفاصيله الا الباري جل ذكره وملائكته المقربين الذي هم الأنوار العقلية والأشعة الإلهية.
ثم ا ما تأملت أيها الناظر البصير في ملكوت السماوات وما فيها من خلق أرواح الأفلاك ونفوس الكواكب وقوام جوهرها واشراق نورها وطاعتها للباري ودؤوبها في الحركات على الدوام عشقا وشوقا إلى بارئها ومبدعها.
ثم من عجائب الحكمة وغرائب اللطف والرحمة حسن ترتيب العناصر وجعل الأرض في وسط الكل لمناسبه الكثافة والظلمة للبعد عن أفق النور ولأنها لو كانت مجاوره للأجرام العلوية لاحترقت بشدة تسخين حركة الدائمة ولأنها على تقدير بقائها هناك ما كان يمكن ان يتكون عليها حيوان ولا ينبت منها نبات وجعل النار مجاوره