الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ١٠٤
المقربين وان إلى ربك المنتهى والمثال لذلك في هذه الدنيا الأب الشفيق والأستاذ الرفيق في تعليم التلامذة والأولاد واخراجهم إياهم من ظلمات الجهالات إلى فسحه العلوم والمعارف ليتمرن التلامذة والأولاد ويكمل الاباء والاستاذون باخراج ما في قوه نفوسهم من العلوم والمعارف والصنايع والحكم إلى الفعل والظهور اقتداء بالباري جلت عظمته وكبرياء ه وتشبها به في حكمته إذ هو العلة والسبب في اخراج الموجودات من القوة إلى الفعل ومن الخفاء إلى الظهور فكل نفس علومها أكثر وصنائها احكم وأعمالها أجود وإفاضتها على غيرها أكثر فنسبتها إلى الله أقرب وتشبهها به أشد وهذه هي رتبه الملائكة الذين لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون فيبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ولهذا المعنى قال الحكماء في حد الفلسفة انها التشبه بالاله بقدر الطاقة البشرية ومفاده ان من يكون علومه حقيقية وصنائعه محكمه واعماله صالحه واخلاقه جميله وآراؤه صحيحه وفيضه على غيره متصلا يكون قربه إلى الله وتشبهه به أكثر لان الله سبحانه كذلك واما الخيرات والشرور المنسوبة إلى النفوس الانسانية من جهة دخولها تحت الأوامر والنواهي الدينية والاحكام والافعال الناموسية فجميعها سواء عد من الخيرات كالقيام والصيام والحج والعمرة والزكاة والامر بالمعروف والنهى عن المنكر وصله الرحم وعيادة المريض وتشييع الجنازات وزيارة القبور لأولياء الله وغير ذلك من الطاعات أو عد من الشرور والمعاصي كالزنا والسرقة والنميمة والقتل واكل مال اليتيم والظلم والجور والطغيان وأشباهها من المعاصي أمور وجوديه (1) والوجود لا ينفك عن خيرية ما فكل

(١) فيه تأمل بل حيثية المعصية في الافعال جهات عدمية والدليل على ذلك ان كل معصية من المعاصي يماثلها من نوع فعلها طاعة لا يفرق بينهما الا ما في أحدهما من موافقه الامر الشرعي أو العقلي وفي الاخر من مخالفته وتركه كالزنا والنكاح واكل مال الغير ظلما أو برضى منه والقتل ظلما أو قصاصا فعنوان المخالفة والترك هو جهة المعصية في الفعل وهو معنى عدمي غير موجود ولذلك وقعت في الكلام الإلهي نسبه عامه الأشياء إلى الخلق والحسن ونسبه المعصية إلى السوء وتسميتها سيئه قال تعالى الله خالق كل شئ وقال الذي أحسن كل.
وقال بئس الاسم الفسوق ولعل المصنف أراد بكونها موجوده موجودية الافعال المعنونة بعناوين المعاصي ويشهد به ما في ذيل كلامه من ارجاعه الذم والقبح في الغيبة والزنا إلى مخالفه الامر وترك الطاعة ط مد.
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 في تحصيل مفهوم التكلم 2
2 في تحصيل الغرض من الكلام 5
3 تمثيل 7
4 استشهاد تأييد 8
5 في الفرق بين الكلام والكتاب والتكلم والكتابة 10
6 في وجوه من المناسبة بين الكلام والكتاب 13
7 في مبدء الكلام والكتاب وغايتهما 14
8 في فائدة انزال الكتب وارسال الرسل إلى الخلق 19
9 في كيفية انزال الكلام وهبوط الوحي من عند الله بواسطة الملك على قلب النبي وفؤاده ثم إلى خلق الله وعباده لبروزه من الكتب إلى الشهادة 22
10 إنارة قبيلته وإشارة نورية 26
11 في كشف النقاب عن وجه الكتاب ورفع الحجاب عن سر الكلام وروحه لأولى الألباب 30
12 في تحقيق كلام أمير المؤمنين وامام الموحد على (ع) كما ورد ان جميع القرآن في باء بسم الله وانا نقطة تحت الباء 32
13 في بيان الفرق بين كتابة المخلوق وكتابة الخالق 34
14 في تحقيق قول النبي (ص) ان للقرآن ظهرا وبطنا وحدا ومطلعا 36
15 تذكرة تمثيلية 39
16 في توضيح ما ذكرناه وتبيين ما أجملناه من كون معرفة لب الكتاب مختصة باهل الله من ذوي البصائر والألباب 40
17 رمز قرآني وتلويح كلامي 40
18 اشعار تنبيهي 43
19 في نعت القرآن بلسان الرمز والإشارة 44
20 تنبيه واشعار 45
21 في الإشارة إلى نسخ الكتب ومحوها واثباتها 47
22 في ذكر ألقاب القرآن ونعوته 50
23 الموقف الثامن في العناية الإلهية الرحمة الواسعة لكل شئ وكيفية دخول الشر والضر في المقدورات الكائنة بحسب القضاء الإلهي والتقدير الرباني وفيه فصول 55
24 في القول في العناية 55
25 في مباحث الخير والشر 58
26 شك وتحقيق 62
27 في اقسام الاحتمالات التي للموجود من جهة الخير والشر 68
28 في ان جميع أنواع الشرور من القسم المذكور لا توجد الا... 70
29 في كيفية دخول الشرور في القضاء الإلهي 72
30 في دفع أوهام وقعت للناس في مسئلة الخير والشر 78
31 في ان وقوع ما يعده الجمهور شرورا في هذا العالم قد تعلقت به... 91
32 في بيان كيفية أنواع الخيرات والشرور الإضافية 94
33 حكمة أخرى 101
34 في ان العالم المحسوس كالعالم المعقول مخلوق على أجود... 106
35 في بيان ان كل مرتبة من مراتب مجعولاته أفضل ما يمكن وأشرف... 108
36 في نبذ من آثار حكمته (تعالى) وعنايته في خلق السماوات والأرض 118
37 في ذكرا نموزج من آثار عنايته في خلق المركبات 124
38 في آيات حكمته وعنايته في خلق الانسان 127
39 في عنايته تعالى في خلق الأرض وما عليها لينفع بها الانسان... 134
40 في بدائع صنع الله في الاحرام الفلكية والأنوار الكوكبية 139
41 في اثبات ان جمعي الموجودات عاشقة لله سبحانه مشتاقة إلى لقائه 148
42 في بيان طريق آخر في سريان معنى العشق في كل الأشياء 158
43 في بيان ان المعشوق الحقيق لجميع الموجودات وان كان شيئا واحدا... 160
44 في التنبيه على اثبات الصور المفارقة التي هي مثل الأصنام الحيوانية 169
45 في ذكر عشق الظرفاء والفتيان للأوجه الحسان 171
46 في ان تفاوت المعشوقات لتفاوت الوجودات 179
47 في اختلاف الناس في المحبوبات 184
48 في الإشارة إلى المحبة الإلهية المختصة بالعرفاء الكاملين... 188
49 الموقف التاسع في تمهيد أصول يحتاج إلى معرفتها في تحقيق وأول الهويات... 192
50 في ان أول ما يصدر عن الحق يجب ا ن يكون أمرا واحدا 204
51 في سياقة أخرى من الكلام لتبين هذا المرام أورده (بهمنيار) 207
52 وهناك مساق آخر في البرهان على هذا الأصل افاده الشيخ الرئيس... 209
53 في ذكر شكوك أوردت على هذه القاعدة والإشارة إلى دفعها 211
54 وهم وتنوير 219
55 في قاعدة امكان الأشرف الموروثة من الفيلسوف الأول مما يتشعب 244
56 اشكال فكري وانحلال نوري 254
57 تبصرة مشرقية 257
58 في نتيجة ما قدمناه من الأصول وثمرة ما أصلناه في هذه الفصول 258
59 تبصرة تفصيلة 262
60 تكميل انحلالي لشك اعضالي 276
61 الموقف العاشر في الإشارة إلى شرف هذه المسئلة وان دوام الفيض والجود لا ينافي... 282
62 في بيان حدوث الأجسام بالبرهان من مأخذ آخر مشرقي غير ما سلف 297
63 في ذكر ملفقات المتكلمين ونبذ من آرائهم وأبحاثهم في هذه المسئلة 298
64 في بعض احتجاجات المتكلمين وأرباب الملل وانقطاع الفيض 300
65 في طريق التوفيق بين الشريعة والحكمة في دوام فيض الباري وحدوث العالم 326