المقربين وان إلى ربك المنتهى والمثال لذلك في هذه الدنيا الأب الشفيق والأستاذ الرفيق في تعليم التلامذة والأولاد واخراجهم إياهم من ظلمات الجهالات إلى فسحه العلوم والمعارف ليتمرن التلامذة والأولاد ويكمل الاباء والاستاذون باخراج ما في قوه نفوسهم من العلوم والمعارف والصنايع والحكم إلى الفعل والظهور اقتداء بالباري جلت عظمته وكبرياء ه وتشبها به في حكمته إذ هو العلة والسبب في اخراج الموجودات من القوة إلى الفعل ومن الخفاء إلى الظهور فكل نفس علومها أكثر وصنائها احكم وأعمالها أجود وإفاضتها على غيرها أكثر فنسبتها إلى الله أقرب وتشبهها به أشد وهذه هي رتبه الملائكة الذين لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون فيبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ولهذا المعنى قال الحكماء في حد الفلسفة انها التشبه بالاله بقدر الطاقة البشرية ومفاده ان من يكون علومه حقيقية وصنائعه محكمه واعماله صالحه واخلاقه جميله وآراؤه صحيحه وفيضه على غيره متصلا يكون قربه إلى الله وتشبهه به أكثر لان الله سبحانه كذلك واما الخيرات والشرور المنسوبة إلى النفوس الانسانية من جهة دخولها تحت الأوامر والنواهي الدينية والاحكام والافعال الناموسية فجميعها سواء عد من الخيرات كالقيام والصيام والحج والعمرة والزكاة والامر بالمعروف والنهى عن المنكر وصله الرحم وعيادة المريض وتشييع الجنازات وزيارة القبور لأولياء الله وغير ذلك من الطاعات أو عد من الشرور والمعاصي كالزنا والسرقة والنميمة والقتل واكل مال اليتيم والظلم والجور والطغيان وأشباهها من المعاصي أمور وجوديه (1) والوجود لا ينفك عن خيرية ما فكل
(١٠٤)