واما الثاني فلما دلت عليه قاعده امكان الأشرف (1) التي مر ذكر البرهان عليها من أن الفياض المطلق والجواد الحق لا يقتضى الأخس حيثما يمكن الأشرف بل يلزم من فيض وجوده ومقتضى جوده الأشرف فالأشرف فلا جرم ابدع جل شانه أولا العقول الفعالة والصور المكرمة والملائكة المهيمة والأنوار القاهرة إذ هي اشرف ما في الامكان في الواقع وبحسب طبقتهم وأفضل تلك الذوات المقدسة وأنورها وأضوئها هو اقدمها وأقربها من نور الأنوار جلت آلاؤه ثم سائرها وما سواه على الترتيب إلى أواخر تلك الطبقة وهي أرباب الأصنام ومثل الأنواع الطبيعية التي أثبتها أفلاطون والأفلاطونيون
(١٠٩)