الغامات الا القوى ويعمل فيه المفرحات الضعيفة والممنو بالغم حاله بالضد مما ذكر فصل [13] في ضعف القلب وقوته والفرق بين الأول وبين التوحش وكذا بين الثاني وبين النشاط واعلم أن هيهنا حاله هي ضعف القلب وأخرى هي التوحش وضيق الصدر وهما متشابهان وبينهما فرق وكذلك هيهنا حاله هي قوة القلب وأخرى هي النشاط وانشراح الصدر وهما أيضا متشابهان وبينهما فرق ويشكل الفرق بينهما لتلازمهما في أكثر الامر ولأن الأولين يظن بهما حالتان انفعاليتان والثانيتين يظن بهما حالتان فعليتان وبين طرفي كل واحد من القسمين فرق ظاهر من وجوه اما الأول فليسا بمتلازمين لأنه ليس كل ضعيف محزانا ولا بالعكس وأيضا ليس كل قوى القلب مفراحا وبالعكس.
واما الثاني فلان الحدود متخالفة وذلك لان ضعف القلب حال بالقياس إلى الامر المخوف من جهة قلة احتماله وضيق الصدر حال بالقياس إلى الامر الموحش من جهة قلة احتماله والمخوف هو المؤذي البدني والموحش هو المؤذي النفساني.
واما الثالث فلان اللوازم النفسانية مختلفه فضعف القلب يحرك إلى الهرب والتوحش وضيق الصدر قد يحرك إلى الدفع والمقاومة ويرغب كثيرا في ضد الهرب وهو البطش ولذلك فان القوة كثيرا ما يفتر عند ضعف القلب مع أنها كثيرا ما تهيج عند التوحش وأيضا ان في ضعف القلب انفعالين انفعال بالتأذي وانفعال بالتشوق إلى حركه المباعدة وفي ضيق الصدر انفعال واحد وهو بالتأذي فقط وليس يلزم من ذلك التشوق إلى الهرب على سبيل الطبع بل ربما اختار مقتضاه لغرض آخر فيكون ذلك شوقا اختياريا لا شوقا حيوانيا وربما اختار المقاومة والبطش.