الوحيد في العقيدة هو العقل دون الشرع وإنما يهدف إلى أن اللبنات الأولية لصرح المعتقد الإسلامي يجب أن تكون خاضعة للبرهان غير مناقضة لحكم العقل.
نعم، بعد ما ثبتت الأصول الموضوعية في مجال العقيدة وثبتت في ظلها نبوة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) يكون كل ما جاء به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حجة في العقائد والأحكام، لكن بشرط الوصول إلينا عن طريق مفيد للعلم، والإذعان بأنه مما صدر عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم).
وقد خرجنا في هذه المقدمة الموجزة بنتائج ثلاث:
الأولى: أن العقيدة الإسلامية سهلة يسرة، لا تكلف في الاعتناق بها.
الثانية: أن المطلوب في العقائد هو الإذعان وعقد القلب، وهذا لا يحصل إلا بعد ثبوت المقدمات المنتهية إليه وليس من شأن أخبار الآحاد، خلق اليقين والإذعان ما لم يثبت صدورها عن مصدر الوحي على وجه القطع واليقين، بخلاف الأحكام فإن المطلوب فيها هو العمل تعبدا. ولا يتوقف على العلم بالصدور.
الثالثة: أن الأصول التي تبنى عليها ثبوت النبوة لا تثبت إلا بالعقل دون الشرع.
ففي ضوء هذه النتائج الثلاثة ندرس فكرة رؤية الله تعالى يوم القيامة التي أوجدت ضجة في الآونة الأخيرة بين المفكرين الواعين ومقلدة أخبار الآحاد والمخدوعين بالإسرائيليات من الروايات وسوف تقف على حقيقة الأمر بإذنه سبحانه.